لجند الأردن (١) وان ميناءها من العجائب (٢) ، ومما قاله عنها : «وصور مدينة حصينة على البحر ، بل فيه يدخل إليها من باب واحد على جسر واحد قد أحاط البحر بها ونصفها الداخل حيطان ثلاثة بلا أرض تدخل فيه المراكب كل ليلة ثم تجر السلسلة التي ذكرها محمد بن الحسن في كتاب الإكراه ، ولهم ماء يدخل في قناة معلقة. وهي مدينة جليلة نفيسة بها خصائص ، وبين عكا وصور شبه خليج ولذلك يقال عكا حذاء صور إلا أنك تدور ، يعني حول الماء» (٣) وفي حديثه عن عكا قال : «ولم تكن [عكا] على هذه الحصانة حتى زارها ابن طيلون وقد كان رأس صور ومنعتها واستدارة الحائط على ميناها ، فأحب أن يتخذ لعكا مثل ذلك» (٤).
أما ناصر خسرو الرحالة الفارسي فقد مرّ بها سنة ٤٣٨ ه / ١٠٤٧ م فقال عنها : «بلغنا مدينة صور ، وهي ساحلية أيضا ، وقد بنيت على صخرة امتدت في الماء ، بحيث أن الجزء الواقع على اليابس من قلعتها لا يزيد على مائة ذراع ، والباقي في ماء البحر. والقلعة مبنية بالحجر المنحوت الذي سدت فجواته بالقار حتى لا يدخل الماء من خلله ، وقد قدرت المدينة بألف ذراع مربع ، وأربطتها من خمس أو ست طبقات ، وكلها متلاصقة ، وفي كثير منها نافورات. وأسواقها جميلة كثيرة الخيرات. وتعرف مدينة صور ، بين مدن ساحل الشام ، بالثراء. ومعظم سكانها شيعة. والقاضي هناك رجل سني اسمه ابن أبي عقيل ، وهو رجل طيب ثري. وقد بني على باب المدينة مشهد به كثير من السجاجيد والحصير والقناديل والثريات المذهبة والمفضضة. وصور مشيدة على مرتفع وتأتيها المياه من الجبل. وقد شيد على بابها عقود
__________________
(١) المقدسي : أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم. تحق De Goye بريل ١٩٠٦ ص ١٥٤.
(٢) المصدر نفسه ١٨٦.
(٣) المصدر نفسه ص ١٦٤.
(٤) المصدر نفسه ص ١٦٢.