حجرية ، يمر من فوقها إلى المدينة ، وفي الجبل واد مقابل لها ، إذا سار السائر فيه ثمانية عشر فرسخا ناحية المشرق بلغ دمشق» (١).
صور قبيل الحروب الصليبية :
في سنة ٤٦٢ ه / ١٠٧٠ م استقل قاضي صور عين الدولة بن أبي عقيل بالحكم وجعل صور إمارة ، وثبت فيها رغم حصار الفاطميين له (٢). وفي سنة ٤٨١ ه / ١٠٨٨ استرجعها الفاطميون من أولاد ابن أبي عقيل وعينوا عليها حاكما فاطميا لقبه منير الدولة الجيوشي وحاول هذا أيضا الاستقلال بها سنة ٤٨٦ ه / ١٠٩٣ م (٣) فثار عليه شيعة صور واستعادها الفاطميون وعينوا عليها حاكما جديدا ثم استعادوها سنة ٤٩٠ ه / ١٠٩٧ م (٤).
وفي سنة ٥٠١ ه / ١١٠٨ م حاول الصليبيون الاستيلاء عليها فبنوا حصنا خارجها عند تل المعشوق (٥) ووصفها وليم الصوري بأنها مدينة حصينة (٦). وفي سنة ٥٠٥ ه / ١١١٢ م استعانت صور بالسلاجقة لحمايتها ، فأصبحت تحت سيطرتهم. وبقيت صور صامدة في وجه الصليبيين مدة من الزمن وبعد معاهدات ومعارك. سقطت صور بيد الصليبيين في ٢٣ جمادى الأولى من سنة ٥١٨ ه / ٢٧ حزيران ١١٢٤ م (٧).
صور والصليبيين :
منذ احتلال الصليبيين لصور سنة ٥١٨ ه / ١١٢٤ م جعلوا منها مدينة
__________________
(١) ناصر خسرو : سفرنامه. تعريب يحيى الخشاب. دار الكتاب الجديد بيروت ١٩٧٠ ص ٥٠.
(٢) ابن الأثير : الكامل في التاريخ (مصدر سابق) ١٠ : ٦٠.
(٣) المصدر نفسه ١٠ : ٢٢٣.
(٤) المصدر نفسه ١٠ : ٢٦٤.
(٥) المصدر نفسه ١٠ : ٢٧٠.
(٦) روبنصون ١ : ٤٥.
(٧) الكامل في التاريخ ١٠ : ٢٨٠ حوادث سنة ٥١٨ ؛ وانظر مكي ١٢٥.