حصينة وبنوا فيها الكنائس. واشتهرت بصنع الزجاج وانتاج السكر (١). لكن حصانة المدينة لم تمنع الأسطول المصري سنة ٥٥٠ ه / ١١٥٢ م من مهاجمتها فقد دخلوها بملابس الصليبيين وبقي الجنود فيها ثلاثة أيام أحرقوا ونهبوا ثم رجعوا (٢). لكن الصليبيين حصنوها أكثر ، ومما قاله ابن جبير حين زارها سنة ٥٨٠ ه / ١١٨٥ م : «مدينة يضرب بها المثل في الحصانة لا تلقي لطالبها بيد طاعة ولا استكانة قد أعدها الافرنج مفزعا لحادثة زمانهم وجعلوها مثابة لأمانهم» (٣).
وحاصرها صلاح الدين سنة ٥٨٣ ه / ١١٨٧ م ولم يستطع فتحها لحصانتها.
ولكن صور أصابها التفكك الداخلي فيما بعد فقد أصبحت «ميدانا للتنازع بين المسيحيين أنفسهم. وفي منتصف القرن الثالث عشر دخلت تحت سيطرة البندقيين الذين لم يبق من أملاكهم وادارتهم في صور وضواحيها سوى أحاديث مختصرة» (٤).
وفي عهد بيبرس بقيت صامدة بعد أن عقد معها صلحا سنة (٦٦٥ ه / ١٢٧٦ م) (٥). مدته عشر سنوات وعشرة شهور وعشرة أيام.
استرداد صور وخرابها :
في رجب سنة ٦٩٠ ه / ١٩ أيار ١٢٩١ م استرجعها الأشرف خليل
__________________
(١) روبنصون ١ : ٤٦.
(٢) خطط الشام ٢ : ٣٣.
(٣) رحلة ابن جبير ص ٢٨٦ ـ ٢٨٩.
(٤) روبنصون ١ : ٤٦ عن Wilken.
(٥) محي الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر. تحق عبد العزيز الخويط الرياض ١٩٧٦ ص ٢٨٢ و ٢٨٣.