وشرف النسب ، ومنها العلامة المرحوم السيد محمد نور الدين المتوفى سنة ١٣٢٥ ه / ١٩٠٧ م وهو الذي جدد مدرسة آبائه فيها ، وكان له الفضل في تخريج كثير من الفضلاء ، وفيها في هذه الأيام العلامة السيد عبد الحسين نور الدين ، ومن الأطباء علي جواد عندور.
وثانيهما تسمى النبطية التحتا ، وكانت تسمى النبطية السفلى (١) ، وهذه الثانية هي قاعدة الشقيف قديما ، وهي اليوم حاضرة جبل عامل.
وتبلغ نفوسها زهاء ٤٦٠٠ نفس قبل الحرب ، وهي قاعدة جبل عامل ، وعليها رواء المدن ومسحة العمران ، وموقعها المتوسط بين أمهات القرى العاملية ، يربطها بمدن الساحل وبحاصبيا وطبريا ومرجعيون وغيرها من المدن الداخلية طريق العجلات ، وسوقها العامة جعلت لتجارتها المقام الأول في جبل عامل ، وتقدر تجارتها المنوعة في العام بما لا يقل عن مليون ليرة سورية ، ولو وصلتها الطرق المعبدة بالقسم الجنوبي من جبل عامل وبقضاء جزين وبسوريا على طريق القنيطرة ، لزادت تجارتها اتساعا ، ولو ارتفعت حكومتها إلى قضاء ، وجر إليها الماء ، وتحقق مشروع جره إليها ، وهو المشروع العمراني الذي يعنى به اليوم يوسف بك الزين ، لمشت إلى العمران بخطى واسعة ولأصبحت مصيفا لا يفضله كثير من مصايف لبنان ، ولقلت منها الهجرة التي كادت تخليها من الأيدي العاملة. ولأهلها ولوع بزراعة التبغ التركي ، وأول من أدخله إليها الميرزا إبراهيم الإيراني ، وعنها أخذت زراعته القرى العاملية التي تعنى بزراعته في هذه الأيام.
أما تاريخها العلمي القديم فيمتد إلى عصر ازدهار العلم في جبل عامل ، وإليها ينسب كثير من رجال العلم ، ومنهم الشيخ علي بن يونس النبياضي النباطي صاحب التآليف المفيدة وفيها رمسه. وأما تاريخها العلمي
__________________
(١) كشكول البحراني ، ١ : ٤٢٩.