الجديد فيبتدئ من سنة ١٣٠٠ ه / ١٨٨٣ م ، وأول مدرسة أهلية تأسست فيها في عهد مديرية رضا بك الصلح الشهير بإدارة مصطفى حكمة أفندي العكاري الطرابلسي ، وعلى أساسها قام بنيان المدرسة التي تعد اليوم من أرقى مدارس جبل عامل ، وهي ذات ستة صفوف ، وطلابها ٢٣٠ طالبا ، وهيئة التعليم فيها مؤلفة من مديرها النشيط عبد اللطيف أفندي فياض وخمسة معلمين ، وكانت إلى أوائل الحرب العامة تحت رعاية جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ، والمدرسة نفسها من منشآتها ، واليوم تحت رعاية نظارة المعارف ، ومن أموالها تنفق المرتبات على معلميها ، وارتفعت عنها يد الجمعية ، كما ارتفعت عن إدارة أملاكها في عهد عزمي بك ، وفي أوائل الاحتلال عادت إليها أملاكها التي بلغ ريعها زهاء أربعين ألف قرش سوري مسانهة ، وهي عاملة على تحسين أملاكها وتزييد وارداتها لتعيد تشييد مدرسة أخرى على حسابها. وهذه الجمعية هي التي اسست المدرسة النسائية العائدة اليوم إلى نظارة المعارف. وفي النبطية أسس المدرسة الدينية عام ١٣١٠ ه / ١٨٩٣ م فقيد العلم والعمل المرحوم السيد حسن يوسف المتوفى سنة ١٣٢٤ ه / ١٩٠٦ م ، وهي المدرسة التي أعادت إلى العلم العاملي رواءه ، وخرجت طائفة من أفاضل العلماء وأكابر الشعراء والكتاب ، وكادت تعفى آثارها وتدرس أخبارها لو لا نشاط الحاج حسين الزين وشقيقه يوسف بك الزين ، وانفاقهما الأموال الطائلة على تجديد قسم من ابنيتها واهتمامهما بتجديد البقية الدارسة منها مع ما يسعفان به من بعض محبي العلم والإحسان ، وقد حفل القسم المتجدد بالطلاب الذين يبلغ عددهم أربعين طالبا ونيفا ، وجلهم داخليون ، والقيم عليها وعلى إدارة التعليم فيها العالم الفاضل الشيخ محمد رضا الزين. وقد خصصت لها المفوضية العليا مرتبا في كل عام ثمانية آلاف فرنك لتنفق على معلمي اللغة الافرنسية وبعض العلوم العصرية ، لتجمع المدرسة بين علوم الدين والدنيا ؛