فيها الحرب سجالا بينهم وبين امراء الشوف ووادي التيم وبعض الولاة العثمانيين ، وقد وقع فيها عدة وقائع من الحوادث التي وقعت فيها ، ولم يذكرها المؤرخان المطران الدبس والشدياق ، وجاء ذكرهما في بعض مخطوطات العامليين «أن الأمير أحمد بن معن جاءها سنة ١٠٧٧ ه (١٦٧٧ م) في أربعة آلاف رجل لمقاتلة بيت أبي صعب فقاتلوه وكسروه كسرة عظيمة وقتلوا من عسكره زهاء مائتي رجل ، وقتل منهم خمسة رجال» (١). وفي تاريخ الدبس (٢) والشدياق (٣) في حوادث سنة ١٧٠٧ م (١١١٩ ه) وفي تاريخ الأمير حيدر (٤) سنة ١٧٠٨ م (١١٢٠ ه) ، ما محصله : أنه لما تولى بشير باشا ولاية صيدا مكان أخيه أرسلان باشا ولى مشايخ بني علي الصغير بلاد بشارة ، فامتدت أيديهم بالاعتداء على أطراف ولاية الأمير حيدر الشهابي وانضم إليهم المناكرة والصعبية فنهض الأمير حيدر لكبح جماحهم ، ولما بلغ النبطية التقاه المتاولة فكانت وقعة دارت بها عليهم الدوائر ، وقتل منهم خلق كثير ، وتحصن بعضهم بالقرية ، فأغار عليهم فرسان الأمير حيدر فأهلكوهم عن آخرهم ، وانجلى بنو الصغير عن بلاد
__________________
(١) قارن بما ذكر السبيتي (أو مروة) في جبل عامل في قرنين العرفان ، م ٥ ج ١ ، ص ٢١.
وما ذكره الشيخ أحمد رضا في العرفان ، م ٢ ، ص ٢٨٧ : «اغتنم المتاولة فرصة الوهن الذي طرأ على الحكومة المعنية في زمن الأمير أحمد فأعلنوا استقلالهم عن لبنان وخرجوا عن طاعة امرائه ، فغزاهم الأمير أحمد في سنة ١٠٧٧ في النبطية مقر الصعبية حكامها فارتد عنها عسكره منهزما بعد ملحمة كبرى ، فاستجاش عليه والي صيدا فأتاها هذا في العام القابل غازيا وكان نصيبه كنصيب صاحبه المعني حيث لحق المتاولة المنهزم إلى عين المزراب قرب صيدا». وحدد محمد تقي آل فقيه مكان الموقعة الثانية وبأنها في وادي الكفور. (جبل عامل في التاريخ ، ص ١٧٧) وكذا ذكرهما مروة أو السبيتي في جبل عامل في قرنين. العرفان ، م ٥ ، ج ١ ، ص ٢١.
(٢) تاريخ سورية ، م ٧ ، ج ٤ ، ص ٣٦٧.
(٣) أخبار الأعيان في جبل لبنان ، ص ٣٢٩ ـ ٣٣٠.
(٤) الغرر الحسان ، ص ٧٥١.