بشارة فولى الأمير الشيخ محمودا أبا هرموش نائبا عنه في حكومتها ، وكان ذلك سنة ١٧٠٨ م (١١٢٠ ه) ، ولم يذكر تاريخ هذه الواقعة غير واحد من العامليين واقتصر على ذكر تاريخ حدوثها فقط حيث قال «وفي سنة ١١٢٠ ه (١٧٠٧ م) ركب الأمير حيدر على النبطية ، وفيها قتل الشيخ يونس» (١)(٢).
تقدمت شوطا بعيدا في العمران بعد الحرب العامة ، وزاد عمرانها جر مياه نبع الطاسة إليها عام (١٩٢٥ م) بهمة صاحب الامتياز الزعيم المعروف يوسف بك الزين ، وكاد يكون كل بيت متنزها وبستانا وحديقة ، وضاعف ذلك من جمالها وروائها ، وهي تنار هذه الآونة بالكهرباء.
وقد قسمت أخيرا إلى أربعة أحياء (البياضة) وهو الواقع عزب الطريق المعبدة بين صيدا وبينها ، والميدان وهو إلى الشرق من الطريق ، (والسراي) وهو الواقع إلى الجنوب ، وحيّ المسيحية وهو إلى منتهى البلد شرقا ولكل حي مختار.
وقد أنشئ فيها عام (١٩٢٥ م) محكمة صلحية ، وكان هذا العاجز أول حاكم عين لها.
ألغيت حكومتها كما ألغيت حكومات النواحي اللبنانية كافة ، وأصبحت أمورها الإدارية مربوطة بمفخر الدرك.
أما حالتها الاقتصادية فقد أصابها ما أصاب غيرها من البلدان السورية من تقهقر وتراجع ولا سيما التجارية منها ، وتكاد تكون مرتفق سكانها الوحيد ، وللحواجز الجمركية بين فلسطين ولبنان وتفاوت ما بينهما من المكوس أثره البين في ذلك التراجع التجاري في هذا البلد الواقع نقطة الاتصال بين بلدان الجنوب اللبناني وأطراف سورية وفلسطين.
__________________
(١) جبل عامل في قرنين. العرفن م ٥ ، ج ١ ، ص ٢١.
(٢) سنة ١٩٢٣.