٣ ـ صيدا والفتح العربي :
في سنة ١٣ ه / ٦٣٤ م فتح المسلمون صيدا على يد يزيد بن أبي سفيان وأتبعت لجند دمشق (١) وقد اهتم والي الشام معاوية بن أبي سفيان في عهد الخلفاء الراشدين بتحصين مدن الساحل وأسكن في صيدا قوما من الفرس لصد غارات البيزنطيين (٢).
وفي العصرين الأموي والعباسي حصنت كغيرها من المدن الساحلية ولم تلق عناية كابنتها صور ، ولكن كتب التاريخ والرجال تذكر لنا عددا من رواة الحديث المنسوبين إليها (٣).
ومع نشوء الدويلات في العصر العباسي وقعت تحت النفوذ الطولوني ثم الأخشيدي (٤).
وعندما وقعت تحت النفوذ الفاطمي في القرن الرابع للهجرة / العاشر الميلادي أصبحت جزءا من الإمارة التنوخية (٥) وقد وصفها المقدسي في ذلك الوقت بأنها حصينة (٦) أما ناصر خسرو فقال عنها : «هي على شاطئ البحر أيضا يزرع بها قصب السكر بوفرة ، وبها قلعة حجرية محكمة ، ولها ثلاث بوابات وفيها مسجد جمعة نظيف [...] وفي صيدا سوق جميل نظيف» (٧).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٢ : ٤٣٢ ؛ البلاذري : فتوح البلدان ، تحقيق المنجد ـ القاهرة ١٩٥٦ (١ : ١٥٠).
(٢) اليعقوبي : البلدان ص ٨٨.
(٣) معجم البلدان ٣ : ٤٣٧ ؛ خطط جبل عامل ص ٣١٧.
(٤) عبد العزيز سالم ن. م ص ٦٥ ـ ٦٨.
(٥) أخبار الأعيان ٢ : ٥٠٠.
(٦) المقدسي : أحسن التقاسيم ص ١٦٠.
(٧) سفرنامه ص ٤٩.