وبين سقف المسجد ، وهذا البناء لم يبلغ به عمر بن عبد العزيز سقف المسجد اتفاقا ، بل فوقه شباك من خشب متصل ذلك الشباك بسقف المسجد كما يظهر عند رفع الكسوة ، وكأن ابن النجار توهم أن الحائط المذكور متصل بالسقف ؛ لأنه قال : وبنى عمر ابن عبد العزيز على حجرة النبي صلىاللهعليهوسلم حائزا من سقف المسجد إلى الأرض ، وصارت الحجرة في وسطه وهو على دورانها.
وينبغي حمل كلامه على أن المراد أنه بناه من سقف المسجد إلى الأرض بما جعل عليه من الشباك ، وكذلك يحمل ما ذكره في ذرع ؛ لأن الشباك المذكور له ذكر في كلامه ، فإنه ذكر ما سيأتي من أن الجمال الأصفهاني جدد تأزير الحجرة بالرخام ، ثم قال : وعمل لها مشبكا من خشب الصندل والآبنوس ، وأداره حولها مما يلي السقف : أي على رأس الجدار المذكور.
قلت : ولعله أول من أحدث هذا الشباك ؛ لأنه ذكر له في كلام متقدمي المؤرخين ، والله أعلم.
وقال ابن النجار : واعلم أن على حجرة النبي صلىاللهعليهوسلم أي على سقفها ثوبا مشمعا مثل الخيمة ، وفوقه سقف المسجد ، وفيه ـ أي فيما تحت المشمع المذكور ـ خوخة عليها ممرق أي طابق مقفول ، وفوق الخوخة في سقف السطح خوخة أخرى فوق تلك الخوخة ، وعليها ممرق مقفول أيضا ، وبين سقف المسجد وبين سقف السطح أي السقف الثاني لسطح المسجد فراغ نحو الذراعين.
قلت : أما الممرق الذي ذكره في سقف المسجد الذي يلي الحجرة الشريفة فقد أدركناه موجودا عليه قفل من حديد ومشمع جدده متولي العمارة التي أدركناها إلى أن احترق المسجد في زماننا ، وعملت القبة التي جعلت بدلا عن القبة الزرقاء.
وأما الممرق الذي ذكره في سقف الحجرة تحت المشمع الذي أشار إليه فهذا كان قبل حريق المسجد الأول ، ولم يوجد في السقف الذي عمل بدله بعد الحريق ممرق ، نعم وجد عليه ستارة من المحابس اليمنية مبطنة ، وسنذكر وصفه إن شاء الله تعالى عند ذكر العمارة المتجددة في زماننا ، على أن الذي يقتضيه كلام المطري ومن بعده أنه ليس ثم غير طابق واحد في سقف المسجد ، فإنه قال : وعلى سقف الحجرة بين السقفين ـ أي سقفي المسجد ـ ألواح ، وقد سمّر بعضها على بعض ، وسمر عليها ثوب مشمع ، وفيها طابق مقفل ، إذا فتح كان النزول منه إلى ما بين حائط بيت النبي صلىاللهعليهوسلم وبين الحائط الذي بناه عمر بن عبد العزيز.
قلت : وليس ما ذكره في وصف هذا الطابق بصحيح ؛ لأن النزول منه يكون على وسط الحجرة سواء كما شاهدناه ، مع أن المطري ومن تبعه اتفق كلامهم كما سيأتي على أن