زبالة «أخاف المسجد من شرقيه في سلطان محمد بن عبد الله الربعي من ولد ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب من ناحية موضع الجنائز فأمر به فبنى» انتهى.
وقد قدمنا في زيادة الوليد ما رواه يحيى من طريق ابن زبالة في ذرع عرض المسجد ، وبينا فساده ، والصواب ما ذكره ابن زبالة في أواخر الكلام على المسجد ؛ فإنه ذكر ذرع مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم الأول عرضا وطولا ، ثم قال : وذرع مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم اليوم ذرع عرضه من مقدمه في القبلة بين المشرق والمغرب مائة وخمسة وستون ذراعا ، ينقص مؤخره عن مقدمه خمسة وثلاثين ذراعا ، وطوله من اليمن إلى الشام مائتان وأربعون ذراعا.
قلت : وقد حررت ذرعه فكان عرضه من مقدمه في القبلة مائة ذراع وسبعة وستين ذراعا ونصفا ، فيزيد على ما ذكره ابن زبالة ذراعين ونصفا ، وذلك لاختلاف الأذرعة أو لرخاوة الحبل الذي وقع القياس به ، ونحو ذلك.
وكان عرضه من مؤخره في الشام مائة وخمسة وثلاثين ذراعا فيزيد على ما ذكره خمسة أذرع.
وكان طوله من القبلة إلى الشام مائتي ذراع وثلاثة وخمسون ذراعا ، فيزيد على ما ذكره ابن زبالة ثلاثة عشر ذراعا.
وقد ذكر ابن النجار ما يوافق ذرعنا هذا مع مخالفة يسيرة فقال : طول المسجد اليوم من قبلته إلى الشام مائتا ذراع وأربعة وخمسون ذراعا وأربعة أصابع ، ومن شرقيه إلى غربيه ـ يعني في مقدمه ـ مائة ذراع وسبعون ذراعا صافية ، انتهى.
قال ابن زبالة : وطول رحبة المسجد ـ يعني صحنه ـ من اليمن إلى الشام مائة وخمسة وستون ذراعا ، وعرضها بين المشرق والمغرب ثمان وتسعون ذراعا ، انتهى.
وذكر ابن النجار أن طولها مائة وتسعة وخمسون ذراعا وثلاثة أصابع ، وعرضها سبع وتسعون ذراعا راجحة.
قلت : وطول رحبة المسجد اليوم من القبلة إلى الشام مائة ذراع واثنان وخمسون ذراعا ونصف ذراع ، فإذا أضفت لذلك عرض الرواق الذي زيد في الرحبة على ما قدمناه من أنه زيد فيها رواقان من ناحية ونقص رواق من ناحية والرواق نحو تسعة أذرع فيكون جملة ذلك مائة وأحدا وستين ذراعا ونصفا ، وذلك نحو ما ذكره ابن النجار.
وأما عرض الرحبة اليوم من مقدم المسجد فخمسة وتسعون ذراعا بتقديم التاء على السين ، والله تعالى أعلم.
وذكر ابن النجار أن طول المسجد في السماء خمسة وعشرون ذراعا ، ومراده ارتفاعه من أرضه إلى أعلى شرفاته ؛ لأنه ذكر في موضع آخر ما يقتضي أن ارتفاعه من أرض المسجد إلى