عامر ابن أبي وقاص وعتبة بن أبي وقاص ، بالبلاط منها البيت الشارع على خاتمة البلاط بين الزقاق الذي إلى دار آمنة بنت سعد وبين دار الربيع مولى أمير المؤمنين ، وهي صدقة منه على ولده ، انتهى. ولم يذكر لعتبة بن أبي وقاص دارا بالمدينة. والذي انتقل إلى المدينة واتخذ بها الدار إنما هو ابنه نافع ، وداره هي المتقدم ذكرها التي صارت للربيع ؛ فهي المرادة.
وقال في بيان دار عامر بن أبي وقاص الزهري : واتخذ عامر بن أبي وقاص داره التي في زقاق حلوة بين دار حويطب بن عبد العزى وبين خط الزقاق الذي فيه دار آمنة بنت سعد بن أبي سرح ، انتهى.
فيتلخص من ذلك أن دار حويطب المذكورة في شرقي دار الربيع المتقدمة في الميسرة وإلى جانبها خاتمة البلاط ، وهو اليوم الزقاق الذي بين سور المدينة وبين البيوت المقابلة له ولمشهد سيدنا مالك بن سنان على يسارك عند ما تدخل من باب المدينة ، وأن من دار حويطب بيتا خلفها من جهة جانبها الغربي شارعا على خاتمة البلاط المذكورة ، وخلفه من جهة الشام الزقاق الذي فيه دار آمنة ، وتكون دار عامر بن أبي وقاص خلف دار حويطب من جهة جانبها الشرقي ، ويكون زقاق حلوة في شرقيهما ، ولعله المعروف اليوم بزقاق الطول ؛ لانطباق الوصف المذكور عليه ، وسيأتي لزقاق حلوة ذكر في الآبار.
ثم في الميسرة أيضا دار عبد الله بن مخرمة قال ابن شبة في دور بني عامر بن لؤي : اتخذ عبد الله بن مخرمة داره التي في البلاط الشارع بابها قبالة دار عبد الله بن عوف التي فيها بنو نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة ، وخرج عنهم بعضها فهو في يد ورثة عمر بن بزيع مولى أمير المؤمنين.
ولنرجع إلى جهة الميمنة فنقول : ثم إلى زقاق دار أبي أمية في الميمنة من شرقيه دار خالد بن سعيد الأكبر بن العاص التي يقال لها دار سعيد بن العاص الأصغر بن سعيد بن العاص ، ويقال لها دار ابن عتبة ، وإنما ورثها عبد الله بن عتبة عن عمه خالد بن سعيد.
ويقابلها في الميسرة دار أم خالد التي لآل خالد بن الزبير بن العوام ، ورثوها عن أمهم أم خالد بن سعيد بن العاص ، وقيل : إنهما قطيعة من النبي صلىاللهعليهوسلم. ثم يلي دار خالد بن سعيد في الميمنة دار أبي الجهم ، ثم دار نوفل بن عدي ، ثم دار آل المنكدر التّيمي. قال ابن شبة في دور بني عدي : واتخذ أبو الجهم داره التي بين دار سعيد بن العاص التي يقال لها دار ابن عتبة وبين دار نوفل بن عدي بابها شارع في البلاط.
قلت : وهذه الدار هي المرادة بما رواه مالك في الموطأ عن عمه أبي سهل بن مالك بن أبي عامر عن أبيه : كنا نسمع قراءة عمر بن الخطاب ونحن عند دار أبي جهم بالبلاط ، وكذا بما رواه البيهقي عن موسى بن عقبة أن رجال بني قريظة قتلوا عند دار أبي جهم التي