عليها أيضا ؛ فالصواب أنه لم يزد من المغرب سوى أسطوانة ، وأن عرض المسجد في زمنه نحو مائة وثلاثين ذراعا ، والله أعلم.
وروى يحيى كما في النسخة التي رواها ابنه عن أبي الحسن المدائني أنه قال في حديث ساقه : إن النبي صلىاللهعليهوسلم خط لجعفر بن أبي طالب دارا وهو بأرض الحبشة ، فاشترى عثمان نصفها بمائة ألف ، فزادها في المسجد.
قلت : تقدم في زيادة عمر رضياللهعنه نقل مثل ذلك عن فعل عمر رضياللهعنه ؛ فيحتمل أن كلا منهما شرى نصف ذلك وأدخله مرتبا ، والله أعلم.
وروى ابن زبالة عن عبد الله بن عمر بن حفص قال : مدّ عمر بن الخطاب جدار القبلة إلى الأساطين التي إليها المقصورة اليوم ، ثم زاد عثمان بن عفان حتى بلغ جداره اليوم ، قال : فسمعت أبي يقول : لما احتيج إلى بيت حفصة قالت : فكيف بطريقي إلى المسجد؟ فقال لها : نعطيك أوسع من بيتك ، ونجعل لك طريقا مثل طريقك ، فأعطاها دار عبيد الله بن عمر ، وكانت مربدا (١).
قلت : وهذه العبارة محتملة لأن القائل «نعطيك إلى آخره» عمر أو عثمان رضياللهعنهما ، ويرجح الثاني أنه أورده في سياق زيادة عثمان رضياللهعنه ، وأنه روى عقبة عن عبد الرحمن بن سعد عن أشياخه أن عمر قدم جدار القبلة إلى المقصورة ، ثم قدمه عثمان إلى موضعه اليوم ، وأخل بقية دار العباس بن عبد المطلب مما يلي القبلة والشام والمغرب ، وأدخل بعض بيوت حفصة بنت عمر مما يلي القبلة ، فقام المسجد على تلك الحال حتى زاد فيه الوليد.
قلت : تقدم في زيادة عمر رضياللهعنه أن الحافظ ابن حجر نقل عن ابن شبة أن دار أبي بكر التي أذن له في إبقاء الخوخة منها إلى المسجد اشترتها حفصة أم المؤمنين ، فلم تزل في يدها إلى أن أرادوا توسيع المسجد في خلافة عثمان ، فطلبوها منها ليوسع بها في المسجد ، فامتنعت وقالت : كيف بطريقي إلى المسجد؟ فقيل لها : نعطيك دارا أوسع منها ونجعل لك طريقا مثلها ، فسلمت وضيت ، والذي ذكره ابن شبة في علم دور أزواج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما سنذكره عنه في الدور التي كانت حول المسجد من أن حفصة اتخذت دارها التي في قبلة المسجد لها خوخة في المسجد ، فورثها عبد الله بن عمران وذكر ما سيأتي في أصل هذه الدار من كونها كانت مربدا كما سيأتي ، ثم ذكر لحفصة دارا أخرى ، ثم قال : وأخبرني مخبر قال : كان بيت أبي بكر الذي أذن له النبي صلىاللهعليهوسلم في إبقاء خوخته بيد عبد الله بن
__________________
(١) المربد : موقف الإبل ومحبسها ، وبه سمي مربد البصرة. وربد بالمكان : أقام به. و ـ حبس به. و ـ التمر خزنه في المربد. (ج) مرابد.