قال : ونا سفيان بن وكيع ، نا أبي عن أبي جناب ، عن أبي جميلة الطّهوي ، قال : سمعت عليا يقول : احتجم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال للحجّام حين فرغ : «كم خراجك»؟ قال : صاعين ، فوضع عنه صاعا ، وأمرني فأعطيته صاعا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنا أبو الحسن ابن المظفّر ، نا أبو بكر الباغندي ، نا شيبان بن فروخ ، نا عبد العزيز بن مسلم ، نا أبو جناب الكلبي ، عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ عند هذه السارية وهي جذع نخلة : «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة».
فقال رجل كأنه بدوي : يا أبا عبد الرّحمن ، أرأيت البعير يجرب الإبل ، فقال له : ذاك القدر ، فمن أجرب الأول؟ قال : وكانت السارية يسند إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ظهره ، إذا أراد أن يكلم الناس يرفع يديه يوم الجمعة ، فقالوا له : ألا نصنع (١) لك شيئا كقدر مقامك تجلس عليه؟ فقال : «ما أبالي أن تفعلوا ثلاث مراقي» فلمّا تحوّل إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم خارت الجذعة كما تخور البقرة ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليها فالتزمها ، فسكتت.
كتب إليّ أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله ، يخبرني أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحسين بن فاذشاه ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا محمّد بن مسروق الكندي ، نا أبو جناب الكلبي ، عن عبد الرّحمن بن أبي يحيى ، عن أبيه قال :
إني جالس عند النبي صلىاللهعليهوسلم إذ جاءه أعرابي فقال : إن لي أخا وجعا ، فقال : «وما وجع أخيك؟» قال : به لمم (٢) ، قال : اذهب فائتني به ، فسمعته عوّذه بفاتحة الكتاب ، وأربع آيات من أول البقرة ، وآيتين من وسطها ، (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٣) الآيتين ، وآية الكرسي (٤) ، وثلاث آيات خاتمة البقرة ، وآية من آل عمران : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(٥) إلى آخر الآية ، وآية من الأعراف : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ
__________________
(١) بالأصل : «لا تضع» تحريف ، والتصويب عن م.
(٢) اللمم : الجنون.
(٣) سورة البقرة ، الآيتان ١٦٣ و ١٦٤.
(٤) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٨.