قال : ونا الزّبير قال (١) : وأخبرني عثمان بن عبد الرّحمن أنه سمع أبي ـ رحمهالله ـ ينشد ليحيى بن عروة بن الزّبير (٢) :
فما صحب النبيّ مهاجريّ |
|
ولا الطلقاء والأنصار طرّا |
ينوط بأمّنا أمّا وإنّا |
|
لنعلم فيهم حسبا وسرّا |
صفية أمنا كرمت وطابت |
|
وعظّمها رسول الله برّا |
عجوز عجائز الفردوس أمي |
|
مهذبة الوشائج هات جرّا |
تخيرت الأبوة في قريش |
|
إلى أن رشحت في المهد صقرا |
تفديه بوالدها وتدعو |
|
بأن لا يخذل الرحمن زبرا |
إلى العوام ينمي يوم بدر |
|
[و](٣) تعرف نفسه أحدا وبدرا |
تولى الناس في أحد سراعا |
|
وجالد حسبه منه وصبرا |
يذب عن النبي بمشرفيّ |
|
له لم يلق يا سر منه يسرا |
ويوم الخندق المشهور فيه |
|
أبان فضيلة وأزاح كفرا |
ويوم الفتح يوم شاد فيه |
|
له ذكر وكان الناس صفرا |
قال : ونا الزّبير بن بكّار قال : وقال إسماعيل بن يسار النساء ، يرثي يحيى بن عروة بن الزّبير ، أنشدني ذلك مصعب بن عثمان (٤) :
ألا يا عين فانهمري بغزر |
|
وفيضي عبرة من غير نزر |
ولا تعدي عزاء بعد يحيى |
|
فقد غلب العزاء وعيل صبري |
ومرزئة كأنّ الجوف (٥) منها |
|
بعيد النّوم يسعر حرّ جمر |
على يحيى وأيّ فتى كيحيى |
|
لعان عائل غلق بوتر |
وللخصم الألد إذا دعاني |
|
ليأخذ حق مقهور بقسر |
وللأضياف إن طرقوا هدوّا |
|
وللكل المكلّ وكل سفر |
__________________
(١) قوله : «قال و» استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.
(٢) الأبيات في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٦ ـ ١٧٧.
(٣) زيادة عن «ز» ، وم.
(٤) الخبر والشعر في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٧.
(٥) الأصل و «ز» : الخوف ، والمثبت عن م ، وتهذيب الكمال.