وثمانين ، واستجاز له أبوه من مشايخ بغداد سنة نيّف وثمانين ، وسمع من أبيه ، وأبي الوفاء خليل بن شعبان بن إبراهيم ، وجماعة من شيوخ أذربيجان.
وسمع بالموصل : أبا بكر محمّد بن القاسم بن الشهرزوري شيخنا ، وأبا القاسم نصر بن محمّد بن أحمد بن صفوان الموصلي ، وسمع بخويّ : أبا عبد الله محمّد بن الهادي بن أحمد بن بعون الدقوقي ، وبمرند (١) شيخنا أبا الفضل نعمة الله بن محمّد العبدوي المرندي (٢) وغيرهم.
سمعت منه جزءا خرج له عن شيوخه ، ولم أجد نسخته عندي ، وعلقت عنه أشياء يسيرة ، وكانت معه كتب كثيرة ، وسماعه فيها قليل ، وصنّف كتابا سمّاه : «باب المدينة» افتتحه يحيى [بن] إبراهيم ، ذكر فيه أحاديث في فضل علي ، لم نسمع يتقرب بذلك إلى الرئيس أبي الفوارس بن الصوفي ، وله (٣) عنده بذلك وقفت على ذلك الكتاب فأبان عن قلة معرفة منه بالحديث ، وكثرة نفاق في الاعتقاد ، ووقعت له على كتاب صنّفه في فضل الأئمة الأربعة : أبي حنيفة ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، ما به بأس ، وكان له نظم ونثر ، وكان ذا ثروة ، وكان معه علمان أسودان من أعلام الخليفة ينصبها على كرسيه وقت وعظه ، وكان يذهب مذهب أحمد بن حنبل في الأصول وينتحل مذهب الشافعي في الفروع ، ومات بعد رجوعه إلى بلده بيسير.
حدّثنا أبو بكر السّلماسي ، أنا أبي أبو طاهر ، أنا القاضي أبو الحسين بندار بن علي البيروتي ، نا أبو الحسن علي بن خارجة ، نا أبو بكر محمّد بن أبي بكر الآجري ، نا عبيد بن عبد الله ، نا سليمان بن عثمان ، نا محمّد بن شعيب ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«لا إيمان لمن لا يقين له ، ولا يقين لمن لا دين له ، ولا صلاة لمن لا إخلاص له ، ولا زكاة لمن لا نية له ، ولا صوم لمن لا ورع له ، ولا حجّ لعاقّ الوالدين ، ولا جهاد لمن كان على حقوق المسلمين ، ولا توبة لمدمن الخمر ، ولا دين لمن كان في قلبه زيغ وبدعة وضلالة ، ولا وفاء للفاسق ، ولا نور للكذوب (٤) ، ولا راحة للحقود في الدنيا والآخرة ، ولا
__________________
(١) تحرفت بالأصل وم إلى : مريد ، والتصويب عن معجم البلدان ، ومرند بفتح أوله وثانيه ، من مشاهير مدن أذربيجان ، بينهما وبين تبريز يومان (معجم البلدان : مرند ٥ / ١١٠).
(٢) الأصل : وم : المريدي.
(٣) رسمها بالأصل : «معف».
(٤) بالأصل : للكذب ، والمثبت عن م ، والمختصر.