ويدعو بهذا الدعاء : اللهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمّد صلىاللهعليهوسلم نبي الرحمة ، يا محمّد إنّي توجهت إليك إلى ربك عزوجل في حاجتي هذه لتقضى لي ، فاللهمّ شفّعه فيّ.
قال : ونا نصر ، أنا علي بن أحمد السمنجاني ، أنا أبو نصر محمّد بن عبد الملك ، نا أبو بكر محمّد بن عمر ، حدّثني أبو بكر الصولي ، حدّثني المقتدر أمير المؤمنين قال :
كنت جالسا بين يدي المؤدب للتعلّم ، إذ دخل صديق له ، فبالغ في إكرامه وإعظامه ، وأجلسه جانبه ، فحادثه حتى انتهى به الحديث إلى موضع فقطعه ، وأخذ يسارّه ، فأصغيت إليهما لأسمع ما يسارّه به ، فقال لي المؤدّب : أيها السيّد ، ثمانية إن أهينوا فلا يلومنّ إلّا أنفسهم : رجل أتى مائدة لم يدع إليها ، والمتآمر على ربّ البيت في بيته (١) ، والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه ، والمستخفّ بحقّ السلطان ، والجالس في مجلس ليس هو له بأهل ، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ، وطالب الحوائج من أعدائه ، وملتمس البر من اللئام ، فإيّاك والمعاودة إلى مثل ما فعلت ، فقلت : السمع والطاعة ، لست أعاود ، فقال : اكتب ، أنشدني بعض إخواني :
أيها الفاخر جهلا بالنسب |
|
إنّما الناس لأم ولأب |
هل تراهم خلقوا من فضة |
|
أم نحاس أم حديد أم ذهب |
فترى فضلهم في خلقهم |
|
هل سوى لحم وعظم وعصب |
إنما الفخر بعلم راجح |
|
وبأخلاق حسان وأدب |
قال : ونا نصر ، أنشدني نصر بن معروف المسافر :
بل ما بدا لك أن تنال من الغنى |
|
إن أنت لم تقنع فأنت فقير |
يا جامع المال الكثير لغيره |
|
إنّ الصغير غدا يكون كبير (٢) |
قال : وأنشدنا نصر ، أنشدني نصر بن معروف أيضا :
وإذا ائتمنت على السرائر فاخفها |
|
واستر عيوب أخيك حين تطلع |
لا تفش سرك ما حييت إلى امرئ |
|
يفشي إليك سرائرا تستودع |
فكما تراه بسر غيرك صانعا |
|
فكذا بسرّك لا محالة يصنع |
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : زيه.
(٢) في البيت إقواء.