أنّهم قد نزلوا تحته ، وأخذوا إلى جهة البلد يؤمّون سمته (١) ، فأخطأوا طريق ذلك المغلق ، وأفضى بهم النقب إلى جانب الخندق ، فانبجست به ينابيعهم ، وخنست منه يرابيعهم ، وحينئذ مالوا إلى السّفل بالحفر ، وهوى في تلك الهاوية من كان هنالك من شرذمة الكفر (٢).
__________________
(١) السّمت : الطريق. وسمت الطريق : قصده ، والسّمت : السّير على الطريق بالظن ، وقيل : هو السير بالحدس والظن على غير طريق. قال أعرابي :
سوف تجوبين بغير نعت |
|
تعسّفا أو هكذا بالسّمت |
يريد السير على غير علم ولا أثر. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٦.
(٢) إن رواية ابن عميرة عن حفر الخنادق العميقة حول المدينة قد أكدتها الرواية المسيحية نفسها ، إذ أشرف الملك خايمي بنفسه على حفر خندق جوفي أمام باب الكحل شمال شرقي السور. كما أشرف الكونت أمبورياس على حفر خندق آخر في الجانب الغربي من السور على مقربة من الباب الغربي (بورتوبي). وكان الهدف من حفر الخنادق هو الوصول إلى المياه الجوفية ومحاولة تدمير أسس الأسوار من أجل الدخول إلى الميدان الرّئيسي للمدينة ولكن المحاولة باءت بالفشل. ميجيل الكوبير ، الإسلام في ميورقة ، ص ص ٦٥ ـ ٦٨.
قد أكثر المؤلف في كلامه عن حفر الخنادق من التشبيهات التي شبه فيها النصارى وهم يحفرون بالضب والحيّة واليربوع وغيرها.