التوقف وصدّ ، فهمّوا به وبهم مرارا ، وفرّ منهم من استطاع فرارا ، وأعيد الخطيب إلى الكلام ثانية وثالثة ، وحذر من أيدي الشرك عائثة عابثة (١) ، وقال للوالي إن قبلت نصيحتي فاقبل من الكافر ما طلب ، وسلّم الناس فكأن بالشر قد بلغ وبالشرك قد غلب ، فأمره بأن يخزن لسانه ، ولا يسمع أحدا ما أبانه ، ولو علم الناس خفة تلك القطيعة المضروبة ، لأوشك أن يغلبوه على السلم المطلوبة ، لكن كانت ملحمة كتبها الله على أولئك الخلق ، وقولا حقّ عليهم بمشيئة الواحد الحق ، وصار من بقي من أولئك الأشياخ مع الخطيب في حكم الرّق.
__________________
ـ
أسود شرى لاقت أسود خفية |
|
تساقين سمّا كلهن حوارد |
لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٤٥.
(١) جناس ناقص بين" عائثة وعابثة".