وذوي الرأي والغناء منهم (١).
وفي عهد الخليفة الموحدي الرابع أبي عبد الله محمد الناصر (٥٩٥ ـ ٦١٠ ه) تولى أبو يحيى التنملي الوزارة بعد كل من أبي زيد عبد الرحمن بن يوجان ، وأخي الخليفة الناصر إبراهيم بن يعقوب المنصور. وفي ذلك يقول صاحب المعجب : " ثم عزل أبو عبد الله الناصر أخاه إبراهيم وولى بعده أبا عبد الله محمد بن علي بن أبي عمران الضرير جد يوسف بن عبد المؤمن لأمه ، وكناه أبا يحيى. فكان هذا الوزير من أحسن الوزراء سيرة وسريرة ، وكان يحضه على فعل الخير بجهده ، ونشر العدل حسب طاقته ، والإحسان إلى الرعية والأجناد ، رأى الناس في أيام وزارته من الخصب وسعة الأرزاق وكثرة العطاء مثل الذي رأوا في أيام أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن أو قريبا منه. ثم عزله وولى بعده أبا سعيد عثمان بن عبد الله بن إبراهيم بن جامع" (٢).
يستفاد من نص المراكشي الذي يتحدث فيه عن أبي يحيى التنملي حديث العارف به أن كنيته الحقيقية كانت أبا عبد الله ، وهو المشهور لمن كان اسمه محمد ، ولكن الخليفة الناصر هو الذي أطلق عليه كنية أبي يحيى. كما شهد له المراكشي بحسن السيرة والعدل بين الناس وغيرها من الخلال التي يؤكدها ابن عميرة حين يتناول حكمه لجزيرة ميورقة. ولكن صاحب النص بخل علينا بذكر تاريخ تولية أبي يحيى منصب الوزارة وعزله عنه.
وهو التاريخ الذي أشار إليه ابن عذاري بقوله : " وفي سنة ٦٠٥ ه قدّم الناصر بعض الولاة على أعماله وأخر آخرين عن أشغاله ، فأخّر أبا يحيى بن أبي الحسن بن أبي عمران عن الوزارة وألزمه في داره ، وقدّم للوزارة أبا سعيد
__________________
(١) المراكشي عبد الواحد ، المعجب في تلخيص أخبار المغرب ، تقديم العريان والعلمي ، الدار البيضاء : دار الكتب ، ١٩٧٨ ، ص ٣٤٥.
(٢) المراكشي عبد الواحد ، المصدر السابق ، ص ٤٤١.