المخطوطات داخل الجزائر وخارجها في المشرق والمغرب راجيا البحث عن نسخ أخرى ، فتفضلوا بالبحث والاستقصاء ولكن دون جدوى. وكانت الحصيلة من كل الجهد الذي بذل في هذا الشأن هو الظفر بنسخة مصورة عن النسخة الأصلية الموجودة بخزانة زاوية سيدي بلعمش بمدينة تندوف التي زودني بها مشكورا الأخ الفاضل أمانة الله صاحب الخزانة ، فلم يبق إلا الاعتماد على هذا الأصل الوحيد لأن إخراج الكتاب إلى النور أجدى من الانتظار زمانا قد يطول.
ويعود اتصالي بالمخطوط إلى صائفة سنة ٢٠٠١ م عند ما وقع بين يدي قرص مضغوط يحتوي على مجموعة من المخطوطات المصورة من خزانة زاوية سيدي بلعمش ، كان مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي قد قام بتصويرها ووضعها في أقراص مضغوطة خلال جولته التي قام بها إلى دور وخزائن المخطوطات بالجزائر في السنة نفسها. ولما فتحت القرص واطلعت على عناوين الكتب لفت انتباهي مخطوط بعنوان تاريخ ميورقة لابن عميرة المخزومي فرأيته جديرا بالاهتمام وشرعت في قراءة محتواه. فتبين لي بعد القراءة الأولية أن العنوان لا يتناسب مع مجموع المخطوط الذي يتألف من ١٢٦ ورقة حسب البطاقة الفنية التي وضعها مفهرس مركز جمعة الماجد ، لأن الذي يناسب العنوان هو ٢٦ ورقة الأولى من المخطوط ، أما المائة الأخرى فهي تعالج موضوعا آخر وهو رسائل ابن عميرة. ولعل السّهو الذي وقع فيه المفهرس يعود إلى خلط بعض الأوراق داخل المخطوط ، ومنها الورقة الأخيرة من تاريخ ميورقة الواردة في نهايتها عبارة نسخ وقوبل من خط مؤلفه التي وضعت في آخر المخطوط ، سيما وأن المجموع المخطوط قد نسخته يد واحدة.
وقد استعصت علي قراءة بعض الكلمات والعبارات غير الواضحة في