بمركز الخطط القبلية ما عدا الصحاري المرتبة في مرتبة الجبانة. لا شك أنها كانت توجد في محيط المدينة بصورة متفاوتة ، وكأنها ألحقت بها. كما يحتمل أنها كانت أصغر من الجبّانات وأنها تشكّلت ضمن مجال أقل تهيئة وأن وظائفها لم تكن واضحة. وفي حين أن الجبانة كانت تظهر كأنها جهاز مجرّب ، وأنها استقرت فورا في وضع جبانة ومساحة مركزية ثم تبين فيما بعد أنها اختبرت مسرحا للقتال ، قد تكون الصحراء إسقاطا لساحة التجمع القديمة داخل محلة القبيلة أو خارجها ، والتي لم تكن صالحة للرعي دون شك ، أو أنها كانت اسقاطا لفسحات صحراوية متناثرة على أرض القبيلة حيث لا ينبت أي نبات؟ وفي هذه الصورة الأخيرة فلعل المقصود هو العودة المؤثرة إلى الماضي ، والتعبير عن الحنين إلى الفسيح الرحب وعن مقاومة خفية لهوس الانحصار والاختناق والانغلاق. وفي مرحلة ثانية فقط ، تحولت الصحراء إلى جبانة واقتربت من مثال الجبانة ، طلبا للاندماج في المجال الحضري بصفتها إحدى أجهزته.