الجيش الأولى وقوامها أربعة آلاف رجل ، بينهم ثلاثة آلاف من اليمن والسّراة ويصنفهم الطبري على النحو التالي :
السّراة : ٧٠٠ مقاتل من بارق وغامد وألمع ، فهم إذا أزديون.
اليمن : ٢٣٠٠ مقاتل معظمهم من مذحج ، وهم ثلاث عشائر : بنو منبّه (زبيد) ويقودهم عمرو بن معديكرب ، جعفي (سعد العشيرة) وعشائر الصدى وجزء ومسلية ١. أي ١٣٠٠ من مذحج ، و ٦٠٠ من حضرموت والصّدف ، والباقي من النّخع.
بعد الخروج من المدينة ، تضخمت تلك النواة ، فبلغت عشرين ألف مقاتل ، انضم إليهم عشرة آلاف مقاتل من الأيام الذين كانوا في العراق؛ فبات الجيش يعد ثلاثين ألف رجل. في هذا المدد ، ثمة أربعة آلاف رجل من تميم والرّباب ، وثلاثة آلاف من أسد ، وبعض رجال من كندة على رأسهم الأشعث بن قيس.
لا بد هنا من الإشارة إلى أن سوريا هي في الأصل ، الجبهة الأساس؛ وفي هذا ما يفسر امتناع العرب ، وبخاصة اليمنيين ، عن الالتحاق بالجبهة العراقية التي أصبحت فيما بعد ، مع القادسية ، الجبهة الأكثر أهمية. على أن المراجع التاريخية تذكر الدور الحاسم الذي لعبته بجيلة ومذحج في هذه المعركة. وكان يرافق هؤلاء اليمنيين زوجاتهم وأبناؤهم؛ وذاك دليل قاطع على أنهم كانوا عازمين على الهجرة. من جهة ثانية ، تدفّق المدد والعون من سوريا ، إما أثناء القتال في المعركة وإما فور انتهاء القتال. وكان القسم الأكبر من هذه القوات يتألف من «مقاتلة الأيام» الذين كانوا قد انتقلوا من العراق للمشاركة في الجبهة السورية ، ثم عادوا إلى العراق ، ولكن ـ وهنا الجديد في الأمر ـ يرافقهم رجال من مراد وهمدان (٢). وكان عمر حصيفا بتسجيلهم في ديوان العطاء باعتبارهم مقاتلين في القادسية (أهل القادسية) تمييزا لهم عن المهاجرين المتأخرين أو الروادف الذين تدفقوا على العراق فور انتصار العرب في القادسية.
الاستقرار في الكوفة :
جرت معركة القادسية في العام الرابع عشر للهجرة (٦٣٦ م) أو بعد ذلك
__________________
(١) الطبري ، ٣ ، ٤٨٤.
(٢) الطبري ، ٣ ، ٥٨٤؛ لم تكن همدان التي لعبت في الكوفة دورا طاغيا ، في عداد القبائل المقاتلة الأولى في العراق. وهذا ما يفسر عدم استيطانها على الفور ، كما يفسر تشتت أماكن إقامتها : اليعقوبي ، البلدان ، ترجمة G. Wiet ، ص ١٤٤.