القبائل ، على سبيل المثال ، بارق (١) وراسب ، ودوس ، وغامد. وكانت غامد عشيرة متميزة ، انقسمت عشائر عدّة ما لبثت أن انقسمت بدورها فروعا مختلفة : كان منها عشيرة سعد مناة (٢) التي استقرت في الكوفة ، وكانت تضم «بيت أزد الكوفة» ، وآل مخنف ، وكانت بين العشائر المرموقة في المدينة ، وكانت لها جبانة مخنف (٣) ، ومنها المؤرخ الشهير أبو مخنف.
ـ عشائر طيّ التي ورد ذكرها هي عشائر جديلة ونبهان وسلمان بن ثعل ، وبخاصة عشيرة بني الأخزم التي ينتمي إليها سيد طيّ في الكوفة عديّ بن حاتم (٤). لا نجد أي أثر لهذه العشائر في المواقع والأماكن الكوفية ، في حين أن واحدا من بشر هو خثعم ترك اسمه مقرونا بإحدى الجبّانات في المدينة (٥).
ـ يفترض بعشيرة بجيلة أن تكون قبيلة الشتات اليمني : تقول الروايات إنها تشتتت إثر حرب الفجار. ولقد رأينا الدور الذي لعبه جرير بن عبد اللّه في لمّ شملها ، وكيف كانت بجيلة في عداد القبائل الأولى التي سارعت إلى القتال في العراق. ولعلّ هذه القبيلة التي أسهمت في ولادة الكوفة ، منذ البداية ، تراجعت أهميتها بسبب تناقص عديد أفرادها ، ولأنها كانت غير قادرة على طلب العون والمدد ، من قبائل أخرى كي تردفها بالمزيد من موجات المهاجرين (الروادف) على غرار ما فعل غيرها من القبائل ، لتعزز بهم موقعها. وربما لهذا السبب بالذات ، كانت بجيلة أكثر القبائل كوفية؛ فهي فضلا عن ذلك ، هاجرت جميعا ، دفعة واحدة ، إلى الكوفة ، وإلى الكوفة وحدها (ولم يستقر في البصرة إلا فرع صغير من عشيرة أحمس ، بنو الدهن بن معاوية) (٦).
أما عشائر بجيلة التي تذكرها المصادر في الكوفة ، فهي :
ـ قسر ، وهم فرع من قبيلة ، بعشائرهم المختلفة : عرينة (وهي عشيرة جرير) ، أفرك (عشيرة خالد بن عبد اللّه ، والي العراق في عهد هشام).
ـ أحمس ، وهم عشيرة كبيرة ، ومنها رفاعة بن شداد ، من أوائل الشيعة وأحد قادة حركة التوابين. ومنها أيضا ، في زمن لاحق ، القاضي أبو يوسف من
__________________
(١) الطبري ، ٦ ، ٢٨ ، و ٧ ، ١٨٥ وما بعدها.
(٢) جمهرة ، ص ٣٧٧ وما بعدها.
(٣) الطبري ، ٦ ، ١٨.
(٤) جمهرة ، ص ٤٠٢.
(٥) فتوح ، ص ٢٨١.
(٦) جمهرة ، ص ٣٨٩.