يجعلها في أفضلهما فيما زعم ، وعرض عليهما أن يتولاها أحدهما شرط أن يؤثر الحق ، ولا يتبع الهوى.
وخلا عبد الرحمن بسعد وابن أخته المسوّر بن مخرمة وكان هواء مع علي ، وجميعهم من بني زهرة ، فأراد عليّ عليهالسلام أن يكسب سعداً إلى جانبه ، وهو على علم بنيّة عبد الرحمن مجانبة له ، فالتفت إلى سعد وقال : « يا سعد : اتق الله الذي تسألون به والأرحام ، أسألك برحم ابني هذا من رسول الله ، ورحم عمي الحمزة منك ، أن لا تكون ظهيراً لعبد الرحمن ». والتفت إلى عبد الرحمن محذراً له من الهوى ، وقال : « إعطني موثقاً لتؤثرن الحق ، ولا تتبع الهوى ، ولا تخص ذا رحم ، ولا تألوا الأمة ».
فأجاب عبد الرحمن : « بل على ميثاق الله ».
ولم يكن الأمر كذلك ، فقد بيت عبد الرحمن أمراً إتبع به هواه ، وكانت الفرصة لديه مواتية أن يكون من الصالحين ، فيؤثر أمير المؤمنين بولاية الحق ، ولكنها الأهواء التي تبتعد عن الصواب ، والعصبية التي لا تلتزم السداد ، فقد استدعى عبد الرحمن علياً وعثمان ، بعد أن اشتد الأمر ، وتنازع المسلمون ، وتعصب الأمويون لعثمان ، وهتف الهاشميون والأنصار باسم علي ، وكثر اللغط من هنا وهناك ، فالتفت من قال لعبد الرحمن : انتهِ من الأمر قبل أن يتقاتل المسلمون ، عندها توجه عبد الرحمن لعلي قائلاً : « يا أبا الحسن هل أنت مبايعي على كتاب الله ، وسنة نبيه ، وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر ». فقال علي : « بل على كتاب الله وسنة رسوله ، وبرأيي فيما لا نص فيه ولا سنة ، وفي رواية : واجتهاد رأيي ».
وكان بإمكان أمير المؤمنين أن ينعم بالجواب ، ولكنه تنبه لشرط