« قد بلغنّي رسولي عنك ما أخبرته عن الأكراد واستكتامك إياه ذلك ، وقد علمت أنك لم تُلق ذلك إليه إلا ليبلغني إياه ، وإني أقسم بالله عز وجل قسماً صادقاً لئن بلغني أنك خنت من فيء المسلمين شيئاً صغيراً أو كبيراً لأشدّن عليك شدة تدعك قليل الوفر ، ثقيل الظهر. والسلام ».
وكان الأشعث بن قيس عاملاً لعثمان ، على أذربيجان وقد ترك له عثمان خراجها ، وطمع الأشعث بذلك أيام الإمام ، فكتب له أمير المؤمنين يعزله ، ويحمله أداء الأمانة بقوله : « إنما غرّك من نفسك إملاء الله لك ، فما زلت تأكل رزقه ، وتستمتع بنعمه ، وتذهب طيباتك في أيام حياتك ، فأقبل وإحمل ما قبلك من الفيء ، ولا تجعل على نفسك سبيلاً ».
واستشار الأشعث في هذا الكتاب أمناءه ، وقد أراد اللحاق بمعاوية ، فما أشاروا عليه بذلك ، فنفذّه كارهاً ، وقدم على عليّ عليهالسلام منابذاً في سرّه ، مشايعاً في ظاهره.
وكان المنذر بن الجارود العبدي عامله على إصطخر ، وقد كان أبوه من الصلحاء ، فبلغت الإمام عنه بعض الهنات ، فكتب إليه يعزله ويستقدمه :
« إن صلاح أبيك غرّني فيك ، وظننت أنك متبّع هديه وفعله ، فإذا أنت فيما رقي إليَّ لا تدع الإنقياد لهواك ، وإن أزرى ذلك بدينك ، ولا تسمع إلى الناصح ، وإن أخلص النصح لك. بلغني أنك تدع عملك كثيراً وتخرج لاهياً متنزهاً متصيداً ، وأنك قد بسطت يدك من مال الله لمن أتاك من أعراب قومك ، كأنه تراثُكَ عن أبيك وأمك ، وإني أقسم