غيره؟ فقال : ورع عن أشياء قبيحةٍ ، وكفّ عن شتمنا [أهل البيت] إذا ذكرنا ، وترك أشياء اجترء عليها غيره ، وليس ذلك لِحبّنا ولا لِهوى منه لنا ، ولكن ذلك لشدَّة اجتهاده في عبادته وتَدَيُّنه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر النّاس ، فأمّا قلبه فمنافق ودينه النَّصب واتّباع أهل النَّصب وولاية الماضينَ وتقدُّمه لهما على كلِّ أحدٍ ».
٧ ـ حدَّثني أبي رحمهالله عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن عبدالله بن بُكَير الاُرجانيِّ (١). وحدَّثني أبي رحمهالله عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله بن زُرارة ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن عبدالله بن بُكَير « قال : حَجَجْتُ مع أبي عبدالله عليهالسلام ـ في حديث طويل (٢) ـ فقلت : ياابن رسول الله لو نُبِش قبرُ الحسين بن عليٍّ عليهماالسلام هل كان يُصابُ في قبره شيءٌ؟ فقال : ياابن بُكَير ما أعظم مسائِلُك ، إنَّ الحسين عليهالسلام مع أبيه واُمّه وأخيه في منزل رَسول اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه يُرزقون ويحبون (٣) وأنّه لعَلى يمين العَرش متعلّق ( كذا ) يقول : يارَبِّ أنْجزْ لي ما وَعَدتَني ، وإنّه لينظر إلى زُوَّاره ، وأنّه أعرف بهم وبأسمائهم وأسماءِ آبائهم وما في رِحالهم من أحَدِهم بولده ، وأنّه لينظر إلى مَن يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ، ويقول : أيّها الباكي
__________________
١ ـ قال العلاّمة الأمينّي رحمهالله : أرّجان بفتح أوّله وتشديد ثانيه تارة ، وبالتّخفيف اُخرى ـ : مدينة مِن بلاد فارِس ، وفي بعض النّسخ : « ارحمانيّ » ، وأظنّه تصحيف أرْخُمانيّ ـ بالفتح ثم السكون وضم الخاء المعجمة ـ : بلدة من مدن فارس. و « عبدالله بن بكير » أو « عبدالله بن بكر » ـ كما في بعض النسخ ـ ليس هو من ولد أعين ، وله ابن اسمه الحسين ابن عبدالله الأرجانيّ.
٢ ـ سيأتي الخبر بتمامه في باب نوادر الزّيارات تحت رقم ٢.
٣ ـ فيه سقط ، والسّاقط قوله : « كما يرزقون ، فلو نُبِشَ في أيّامه لوُجِدَ ، وأمّا اليوم فهو حيُّ عند ربّه يرزق وينظر إلى مُعَسكَره ، وينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله ـ إلخ ». كما يأتي في النّوادر.