مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُم] ، بِكُمْ يُبَيّنُ اللهُ الكَذِبَ ، وَبِكُمْ يُباعِدُ الزَّمانَ الْكَلِبَ (١) ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ ، وَبِكُمْ يَمْحُو مَا يَشاءُ وَبِكُمْ يُثْبِتُ ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُلَّ مِنْ رِقَابِنا ، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤمِنٍ يُطْلَبُ (٢) ، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أشْجارَها ، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأشْجارُ أثْمارَها ، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها ، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللهُ الْكَرْبَ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللهُ الغَيثَ ، وَبِكُمْ تُسِيخُ الأرَضُ (٣) الَّتي تَحْمِلُ أبْدانَكُمْ ، وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَلى مَراسِيها ، إرادَةُ الرَّبِّ في مَقادِير اُمُورِهِ تَهْبِطُ إلَيْكُمْ ، وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ ، وَالصّادِرُ عَمّا فُصِلَ مِنْ أحْكامِ الْعِبادِ (٤) ، لُعِنَتْ اُمَّةٌ قَتَلَتكُم ، وأُمَّةٌ خَالَفَتكُم ، وَأُمَّةٌ جَحَدَت وِلايَتَكُم ، وأُمَةٌ ظاهَرَت عَلَيكُم ، وأُمَةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهدْ (٥) ، الحَمْدُ لِلّهِ
__________________
أن أدخل في كفالتك. أو صلة للاختلاج على المعنى الثّاني. و « اُمرت » على بناء المجهول. والكفالة هي الحفظ والرّعاية والشّفاعة اللاّتي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم. ( ملاذ الأخيار )
١ ـ اُريد بزمان الكلب : الشّدائد الصَّعْبَة.
٢ ـ أي دم قتيله وكلّ تبعة له على غيره وزاد في الفقيه : « ومؤمنة ». ( الوافي ) وفي بعض النّسخ : « ترة كلّ مؤمن بطلت » أي دم كلّ مؤمن بطلت ولم يؤخذ له القصاص. وفي الكافي : « ترة كلّ مؤمن يطلب ها ».
٣ ـ « وبكم تسيخ » أي تستقرّ وتثبت الأرض بكم ، لكونها حاملة لأبدانكم الشّريفة أحياء وأمواتاً. وفي بعض النّسخ وفي الفقيه : « وَبِكُمْ تُسَبّحُ الأرْضُ » بالباء الموحدة والحاء المهملة ، فيمكن أن يقرء على بناء المفعول : أي تنزّه وتقدّس وتذكر بالخير بيوتكم وضرائحكم ومواضع آثاركم. ( مرآة العقول )
٤ ـ « والصّادر عمّا فصّل » هو مبتدء وخبره مقدّر بقرينة ما سبق ، أي يصدر من بيوتكم. وفي بعض نسخ التّهذيب : « عمّا نقل من أحكام العباد » ، وفي الكافي كما في المتن ، وفي بعض النّسخ : « والصّادق » بالقاف ، ولا يختلف التّقدير. ويمكن أن يقرء « فصّل » على بناء المعلوم والمجهول من باب التّفعيل والمجرّد ، والحاصل أنّ أحكام العباد وما بيّن منها ، أو ما يفصل بينهم في قضاياهم ، أو ما يميّز بين الحقّ والباطل ، أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم ، فإنّ الصّادر عن الماء مثلاً هو الّذي يرد الماء ، فيأخذ منه حاجته ويرجع ، فإذا كان علم ما فصّل من أحكام العباد في بيوتهم فالصّادر عنه ، لابدّ أن يصدر مِن بيوتهم ، ولا يبعد أن يكون الواو في قوله : « والصّادر » زيد من النّسّاخ فيكون فاعل يصدر ولا يحتاج إلى تقدير. ( المجلسي ـ ره ـ ).
٥ ـ على بناء المفعول ، ومن يقرء على المعلوم لا يخفى بعده. ( من البحار ) في الفقيه : « تنصركم ».