١٨ ـ حدّثني أبي رحمهالله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثني أبو يوسُف يعقوبُ بن عبدالله من ولد أبي فاطمة ، عن إسماعيل بن زيد مولى عبدالله بن يحيى الكاهلي (١) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ـ وهو في مسجد الكوفة ـ فقال : السَّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فردَّ عليه [السّلام] ، فقال : جعلت فداك إنّي أردت المسجد الأقصى فأردت أن اُسلّمَ عليك واُودّعَكَ ، فقال : أيّ شيء أردتَ بذلك؟ فقال : الفضل جُعلت فداك ، قال : فبِع راحِلَتك ، وكُلْ زادك ، وصلِّ في هذا المسجد ، فإنّ الصّلاة (٢) فيه حجّة مبرورة ، والنّافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلاً ، يمينه يمنٌ ، ويسارُه مَكرٌ ، وفي وسطه عينٌ من دُهْن وعينُ من لَبن وعينٌ من ماءٍ شراباً للمؤمنين ، وعينٌ من ماء طهوراً للمؤمنين ، منه سارت سفينة نوح وكان فيه نَسْر ويَغوث ويَعوق (٣) وصلّى فيه سبعون نبيّاً وسبعون وصيّاً أنا أحدهم ـ وقال بيده في صدره (٤) ـ ما دعا فيه مكروبٌ بمسألة في حاجة من الحوائج إلاّ أجابه اللهُ وفَرَّج عنه كُربَتَه » (٥).
__________________
١ ـ كذا وفي الكافي أيضاً ، وفي التهذيب ج ٣ باب فضل المساجد تحت رقم ٩ : « عن إسماعيل بن زيد مولى عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن عبدالله بن يحيى الكاهليّ ، عن أبي عبدالله عليهالسلام » ، ولعلّه سقط من قلم النّاسخ.
٢ ـ في الكافي والتّهذيب : « فإنّ الصّلاة المكتوبة ».
٣ ـ قال العلاّمة المجلسي رحمهالله : يدلّ على أنّ هذه الأصنام كانت في زمن نوح عليهالسلام كما ذكره المفسّرون ، وذكروا أنّه لمّا كان زمن الطّوفان طَمَّها الطّوفان فلم تزل مدفونة حتّى أخرجها الشّيطان لمشركي العرب ، والغرض من ذكر ذلك بيان قدم المسجد إذ لا يصير كونها فيه علّة لشرفه ، ولعلّ التّخصيص بالسّبعين ذكر لإعظامهم أو لمن صلّى فيه ظاهراً بحيث اطّلع عليه النّاس. ( المرآة ).
٤ ـ أي أشار.
٥ ـ جاء في تاريخ ابن أعثم الكوفيّ نظير هذا الخبر ولفظه. فمن أراد الاطّلاع فليراجع الجزء الثّاني من مجلّد الأوّل ص ٢٢١ ، طبع دار الكتب العلميّة ـ بيروت؛ لبنان ـ.