شِفاءً مِن كلِّ داءٍ ، وأمْناً مِن كلِّ خَوفٍ ».
٣ ـ حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ (١) ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن أبيه ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أحدهما عليهماالسلام « قال : إنَّ الله تبارك وتعالى خلق آدم عليهالسلام من طين ، فحَرَّم الطّين على وُلْدِهِ ، قال : فقلت : ما تقول في طين قبر الحسين صلوات الله عليه؟ فقال : يحرم على النّاس أكل لحومهم ، ويَحلُّ عليهم أكل لحومنا (٢) ، ولكن الشَّيء اليسير منه مثل الحِمَّصَة » (٣).
٤ ـ وروى سَماعَةُ بن مِهرانَ ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : كلُّ طِين حرام على بني آدم ما خَلا طين قبر الحسين عليهالسلام ، مَن أكله مِن وَجَع شَفاه الله تعالى ».
٥ ـ ووجدت في حديث الحسين بن مِهران الفارسيّ ، عن محمّد بن سَيّار ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ـ يرفع الحديث إلى الصّادق عليهالسلام ـ « قال : من باع طين قبر ـ الحسين عليهالسلام فإنّه يبيع لحم الحسين عليهالسلام ويشتريه ».
* * * * *
__________________
١ ـ كذا في النّسخ ، ومرَّ الكلام فيه ، راجع ص ٢٠٦ ذيل الخبر ٥.
٢ ـ قال العلاّمة الأمينيّ رحمه الله : ربما يكون في هذا الحديث إيعاز إلى أنّ طينة أئمّة الدِّين صلوات الله عليهم كلّهم من تربة الطّفّ المقدّسة حيث عبّر عنها بـ « لحومنا » مع سبق مثل هذا التّعبير عن مطلق الطّين بالنّسبة إلى البشر بلحاظ خلق آدم منه وهم ولده ، وليس بذلك البعيد أن يكون تربة أشرف بقاع العالم طينة لأشرف موجوداته ويقرّبه خلقها قبل خلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام كما مرَّ في أحاديث الباب الثامن والثّمانين ، وكونها أفضل روضة من رياض الجنّة وأنّها لتزهر بين رياضها كالكوكب الدّرّي بين الكواكب ، وأنّها أفضل مسكن في الجنّة ، لا يسكنها إلاّ النّبيّون والمرسلون كما في الحديث المذكور في ص ٢٨٠ ، فعلى هذا ينزّل الحديث الآتي في آخر الباب أيضاً على الحقيقة.
٣ ـ الحِمِّص والحِمَّص : حَبٌّ يؤكل ، الواحدة : حِمَّصة وحِمَّصة ، وبالفارسية : « نَخود ». وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : الأحوط أن لا يتجاوز قدر العدسة ، إذ ورد تفسير الحمّصة بها في بعض الرّوايات ، والأشهر جواز قدر الحمّصة.