ابن أبي طالب عليهالسلام ووقف على القبر فبكى ، ثمَّ قال :
« السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ في أرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ [ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ الْمُؤْمِنينَ ] ، أشْهَدُ أنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم حَتّى دَعاكَ اللهُ في جِوارِهِ وَقَبَضَكَ بِاخْتِيارِهِ ، وَالْزَمَ أعْدآئَكَ الْحُجَّةَ في قَتْلِهِم إيّاك مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ ، اللّـهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ؛ راضِيَةً بِقَضآئِكَ ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أوْلِيآئِكَ ، مَحْبُوبَةً فى أرْضِكَ وَسَمآئِكَ ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلأئِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ ، مُشْتاقَةً إلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أوْلِيآئِكَ (١) ، مُفارِقَةً لإَخْلاقِ أعْدائِكَ ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ ».
ثمّ وَضع خدّه على القبر وَقال :
اللّـهُمَّ إنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ إلَيْكَ والِهَةٌ ، وَسُبُلَ الرّاغِبينَ إلَيْكَ شارِعَةٌ ، وَأعْلامَ الْقاصِدينَ إلَيْكَ واضِحَةٌ ، وَأفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ ، وَأصْواتَ الدّاعينَ إلَيْكَ صاعِدَةٌ ، وَأبْوابَ الاَِْجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ ، وَتَوْبَةَ مَنْ أنابَ إلَيْكَ مَقْبُولَةٌ ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ ، والإعانة لِمَنِ اسْتَعانَ بِك مَوجُودةٌ ، والإغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بكَ مبذُولةٌ ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ ، وَأعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ ، وَأرْزاقَكَ إلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ لَهُمْ مُتواتِرَةٌ ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ ، وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ ، وَجَوآئِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّورَةٌ ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ إليهم واصِلةٌ ، وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ ، وَمَناهِلَ الظِّمآءِ لَدَيكَ مُتْرَعَةٌ ، اللّـهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئي ، وَاقْبَلْ ثَنآئي ، وأعْطِني رَجائي ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أوْلِيآئي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهمالسلام ، إنَّكَ وَلِيُّ نَعْمآئى ، وَمُنْتَهى رَجائي ، وَغايَةُ مُنايَ في مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ ، أنْتَ إلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لإََوْلِيآئِنا ، وَكُفَّ عَنّا أعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أذانا ، و
__________________
١ ـ في بعض النّسخ : « بسنن أنبيائك ».