أسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ ، لا تُخَفَّفُ عَنْهُمُ من عذابِها وَهُمْ فيهِ مُبْلِسُونَ (١) مَلْعُونُونَ ، ناكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّويلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأتْباعَهُمْ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ ، اللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَظاهِرِ الْعَلانِيَة (٢) في أرْضِكَ وَسَمائِكَ ، اللّـهُمَّ اجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوْلِيائِكَ ، وَحَبِّبْ إلَيَّ مشاهَدهم حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ وَتَجْعَلَني لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ » ،
ثمَّ أجلس عند رأسه عليهالسلام وقل :
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَالْمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلُوبهم ، وَالنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ؛ وَالشّاهِدينَ عَلى أنَّكَ صادِقٌ [أمينٌ] صِدّيقٌ؛ عَلَيْكَ يا مَولايَ ، السَّلام مِنَ اللهِ عليكَ وعلى رُوحِكَ وبدنِكَ ، أشْهَدُ أنّك طُهرٌ طاهِرٌ مُطهّرٌ (٣) ، وأشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ جَنْبُ اللهِ (٤) وأنّكَ بابُ اللهِ ، وَأنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى ، وأنّك خَليلُ اللهِ وأنّك عَبدُاللهِ ، وأخُو رَسولِه وقد أتَيْتُكَ وافِداً لِعظيم حالِكَ ومَنزِلَتِكَ عِندَ اللهِ وعِندَ رُسولِه ، أتَيْتُكَ زائِراً مُتَقَرِّباً إلَى اللهِ بِزِيارَتِكَ ، طالباً خَلاصَ نَفْسي ، مُتَعوِّذاً بِكَ مِن نارٍ اسْتَحَقّها مِثلي بما جَنَيتُهُ علىُ نَفْسي ، أتَيتُك انْقِطاعاً إلَيكَ وإلى وَلَدِك الخَلَف من بَعْدِكَ عَلى بَرَكة الحَقّ ، فَقَلْبي لَكَ مُسَلّم ، وأمري لك متَّبعٌ ، ونُصْرتي لَكَ مُعَدَّة ، وأنا عَبدُاللهِ ومولاك في طاعَتِكَ ، والوافِدُ إليكَ ، ألتمسُ بذلك كمال المنزلةِ عندَ الله ، وأنت يامَولايّ مِمَّنْ أمَرني اللهُ بطاعَتِه (٥) ، وحَثَّني عَلى بِرِّه ، و
__________________
١ ـ المبلس : الشّديد الحسرة ، وقال الفرّاء : المبلس المنقطع الحجّة. وقال الفيروزآبادي : « المُبْلِسُ : السّاكتُ على ما في نفسه ، وأبْلَسَ : يئس [وانقطع] ، وتحيّر ».
٢ ـ استسرّ : استتر. ( القاموس ) وقال العلاّمة المجلسي رحمهالله : قوله : « مستسرّ السَرَ » ، مبالغة في الخفاء ، كما أنّ « ظاهر العلانية » مبالغة في الظّهور ، والغرض لعنهم على جميع الاُحوال وبجميع أنحاء اللّعن.
٣ ـ زاد به في الفقيه : « مِنَ طُهْرِ طاهِرٍ مَطهَّر ».
٤ ـ المراد بالجنب إمّا القرب فالمعنى : أنت أقرب أفراد الخلق إلى الله تعالى ، مِن باب تسمية الحال باسم المحلّ ، وإمّا الطّاعة فالمراد : أنّ طاعتك طاعة الله عزّوجلّ ، والمراد بالباب الّذي لا يؤتى إلاّ منه ، أي : لا يوصل إلى الله وإلى معرفته وعبادته إلاّ بمتابعتك ، وكذا الكلام في الوجه والسّبيل.
٥ ـ في بعض النّسخ : « بصلته ».