١٦ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدَّثنا الهَيْثم بن واقِد ، عن عبدالملك بن مُقَرِّن (١) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : إذا زرتم أبا عبدالله عليهالسلام فألزموا الصَّمْت إلاّ مِن خير ، وإنْ ملائكة اللَّيل والنَّهار من الحفظة تحضر الملائكة الّذين بالحائر ، فتصافحهم فلا يجيبونهم مِن شدَّة البُكاء فينتظرونهم حتّى تزول الشَّمس وحتّى ينوّر الفجر ، ثمَّ يكلّمونهم ويسألونهم عن أشياء مِن أمر السّماء ، فأمّا ما بين هذين الوقتين فإنّهم لا ينطقون ، ولا يفترون عن البُكاء والدُّعاء ، ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم ، فإنّما شغلهم بكم إذا نطقتم (٢).
قلت : جُعِلتُ فِداك وما الّذي يسألونهم عنه وأيّهم يسأل صاحبه ؛ الحفظة أو أهل الحائر؟ قال : أهل الحائر يسألون الحفظة ، لأنَّ أهل الحائر مِن الملائكة لا يَبرحون ، والحفظة تنزل وتصعد ، قلت : فما ترَى يسألونهم عنه؟ قال : إنّهم يمرُّون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهَواء ، فربّما وافقوا النَّبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده فاطمة والحسن والحسين والأئمّة مَن مضى منهم فيسألونهم عن أشياء ، وعمّن حضر منكم الحائر ، ويقولون : بَشّروهم بدعائكم ، فتقول الحفظة : كيف نُبشِّرُهم وهم لا يَسمعون كلامنا؟ فيقولون لهم : باركوا عليهم وادعوا لهم عنّا فهي البشارة منّا ، فإذا انصرفوا فحُفّوهم بأجْنِحَتكم حتّى يحسّوا مكانكم وإنّا نستودِعهم الَّذي لا تضيع ودائعه؛
ولو يعلمون ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك النّاس لاقتتلوا على زيارته
__________________
١ ـ قال العلاّمة الأمينيّ رحمهالله : كذا في النّسخ ، لكن الظّاهر أنّ المرويّ عنه هو « مقرن » لا ولده ، حيث إنّه هو الّذي يروي عنه الهيثم بن واقد ، وهو الرّاوي عن الإمام عليهالسلام ، وليس في كتب الرّجال والحديث عن ابنه هذا عين ولا أثر ـ انتهى. أقول : الظّاهر زيادة لفظة « عبدالملك » ، والصّواب : « الهيثم بن واقد ، عن مُقَرِّن ».
٢ ـ في البحار : « فإنّهم شغلهم بكم إذا نطقتم ».