وأقواتها جديدة وبالية ، ونعمها ـ بجوار الجبل ـ متوالية. وهى بلد أعيان وصدور (٢٣٣) ، وشموس وبدور ، ودور أى ودور ، وماء واديها يتوصل اليه فى جدور ، محكم مقدور. وفى أهلها فضاضة (٢٣٤) وغضاضة (٢٣٥) ، ما فى الكلف بها غضاضة (٢٣٦) ، يلبس نساؤها الموق (٢٣٧) ، على الاملد المرموق ، ويسفرن عن الخد المعشوق ، وينعشن قلب المشوق ، بالطيب المنشوق. الا أن العدو طوى ذيل بردها ، وغصب بنيانها ، وكيف السبيل الى ردها ، وأضاق خارجها ، وخفض معارجها ، وأعلى طائرها ودارجها (٢٣٨).
فلما بلغ هذا الحد قال : هل اكتفيت؟ فقد شرحت صدرك (١١٤ : ب) وشفيت ، وبما طلبت منى قد وفيت. يا بنى كأنى بالصباح السافر ، وأدهم الظلام النافر ، قد أجفل أمام مقنبه (٢٣٩) الوافر ، وترك من الهلال نعل الحافر. ونفسى مطيتى ، وقد بلغت الليلة طيتى (٢٤٠) ، وأجزلت عطيتى ، فلنجم بالمحض (٢٤١) ، ونلم بالغمض ، وأنا بعد
__________________
(٢٣٣) فى نسخة (ط) «وجدور» ولعل الصواب فى نسختنا.
(٢٣٤) فضاضة : سعة الصدر.
(٢٣٥) غضاضة : حلم.
(٢٣٦) غضاضة : حط من القدر. وفى (س) ما فى الكلف بها «حضاضة» ، أى : ما فى الكلف بها شىء.
(٢٣٧) الموق : خف غليظ تلبسه النساء فوق خف أرق منه.
(٢٣٨) كناية عن أن العدو بغاراته يثير طيورها فتعلو فى الجو ، وفى الوقت نفسه يثير غبار طرقها.
(٢٣٩) المقنب : الوعاء للصائد يجعل فيه ما يصيده.
(٢٤٠) طيتى : حاجتى.
(٢٤١) فلنجم بالحمض : الحمض هو الفاكهة ، والابل لها طعامها ولها حمضها ، ويقصد بالتعبير : المذاكرة.