والمصر الرحب الاختطاط ، وسكنت مدينة الاسكندرية (٣١) ثغر الرباط ، وعجلت بالمرور الى التكرور (٣٢) ، فبعث الظل بالحرور ووقفت بأشبانية الى الهيكل المزور ، وحصلت بافريقية على الرفد غير المنزور ، وانحدرت الى المغرب ، انحدار الشمس الى المغرب ، وصممت تصميم الحسام الماضى المضرب ، ورابطت بالاندلس ثغر الاسلام ، وأعلمت بها تحت ظل (٣٣) الاعلام.
فآها ـ والله ـ على عمر مضى ، وخلف مضضا (١٠٠ : ب) وزمن انقضى ، وشمل قضى الله من تفرقه ما قضى ، ثم أجهش ببكائه ، وأعلن باشتكائه ، وأنشد :
لبسنا فلم نبل الزمان وأبلانا |
|
يتابع أخرانا ـ على الغى ـ أولانا |
ونغتر بالآمال ، والعمر ينقضى |
|
فما كان ـ بالرجعى الى الله ـ أولانا |
وما ذا عسى أن ينظر الدهر ما عسى |
|
فما انقاد للزجر الحثيث ولا لانا |
جزينا صنيع الله شر جزائه |
|
فلم نرع ما ـ من سابق الفضل ـ أولانا |
فيا رب عاملنا بما أنت أهله |
|
من العفو ، واجبر صدعنا ، أنت مولانا |
ثم قال :
لقد مات اخوانى الصالحون |
|
فمالى صديق ولا لى عماد |
اذا أقبل الصبح ولى السرور |
|
وان أقبل الليل ولى الرقاد |
__________________
(٣١) الاسكندرية : العاصمة التجارية لجمهورية مصر العربية ، وتقع على ساحل البحر المتوسط ، بناها الاسكندر المقدونى.
انظر ياقوت الحموى فى «معجم البلدان» ج ٢ ص ١٨٢.
(٣٢) تكرور : شعب من الزنج يسكن الجزء الاكبر من وهاد «فوتة» السنغالية ، ويعرف باسم Foucouleur وفى نسخة (س) «تكرور» بدل «التكرور».
(٣٣) فى نسخة أخرى «ظلال» بدل «ظل» ، وكلاهما بمعنى.