منشئ القسطل ومجري ماءها تغمده الله برحمته. وعلى نصبة الرجل توفي إلى رحمة الله تعالى في شهر رمضان المعظم سنة ٨٩٧ من الهجرة. وعلى صدر القبر :
تعاظم بي ذنبي فلما قرنته |
|
بعفوك ربي كان عفوك أعظما |
ولما دنت وفاتي وحانت منيتي |
|
جعلت رجائي نحو عفوك سلما |
وعلى باب الجامع تحت منارته مما يلي الجادة : في أيام المقر الكريم السيفي أزدمر مولانا ... ملك الأمراء كافل حلب المحروسة جدد هذه المنارة ... بردبك تاجر المماليك السلطانية أثابه الله الجنة بتاريخ شهر رجب سنة ٨٩٦ ، وعلى باب القبلية :
جدد حقا مخلصا |
|
معبدنا الزاكي حسن |
يا محسنا بالخير دم |
|
مانح الخير الحسن |
سنة ١١٣٢
وعلى طراز المحراب داخلا (آية الكرسي) وعلى دائر قنطرته (البسملة ثم الآية ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) وعلى قنطرته :
قد أذن الله برفع بيته |
|
للذكر بالآصال والاشراق |
قد وعد الحسنى عليه أرخوا |
|
فحسن جدد خيرا باقي |
سنة ١١٣٣
هذا المحراب من المحاريب التي انفردت بين محاريب جوامع مدينة حلب بالجمال وبداعة الصنعة وحسن الخطوط والنقوش وجوهر الحجر وهو محراب المدرسة الرمضانية التي نتكلم عليها قريبا نقل إلى هذا الجامع سنة ١١٣٣. قلت المفهوم مما كتب على باب الجامع تحت منارته إن هذا الجامع قديم لا يعرف من أنشأه وأن بردبك إنما جدد منارته وأنشأ فيه مكتبا وجر إليه الماء من قناة حلب بقناة خاصة ، وعلى باب الجامع قسطل يجري إليه الماء دائما من قسطل وراءه في غربي الجامع كلاهما من إنشاء بردبك. ومن الآثار القديمة في هذه المحلة مكان شبيه بالبستان يبلغ طوله ٦٠ ع في عرض ٥٠ تقريبا له باب صغير مهجور متجه إلى الجنوب داخل دار صغيرة قد كتب على نجفته ما يفهم منه أن هذا المحل أنشئ في أيام السلطان الملك الظاهر خشقدم وله باب آخر مستعمل يفتح إلى الجادة متجه إلى