وقد يطلق على الأولى الجلوم البرانية وعلى الثانية الجلوم الجوانية ، قيل إن لفظ جلوم محرفة عن سلوم ، حدهما جنوبا الخندق وتمامه حارة باب قنسرين وغربا الخندق المعروف باسم بوابة مالطة وشمالا العقبة إلى خان أبرك المعروف بخان القصابية ، ثم سوق القطن القديم ، ثم الجامع الأموي الكبير ، ثم سوق الصاغة المعروف أيضا بسوق العقادين شرقي الجامع الكبير الجاري بأوقافه ثم بسوق الحراج المعروف أيضا بالبالستان ثم بخان الجوره وراء سوق الدهشة وشرقا خان خيري بك وسوق الضرب وسوق الفرايين وجامع محمد باشا توقه كين المعروف بجامع العادلية والجلوم الصغرى هي التي تلي سور البلدة تقريبا ثم إن هاتين المحلتين مشهورتان بجودة المناخ ولا سيما البرانية منهما وماؤهما النبع في عمق سبعة باعات (١) إلى عشرة تقريبا وماء القناة يصعد فيهما إلى نحو أربعة أذرع على وجه الأرض تبعا لتمديد كيزانها وفي الإمكان أن يصعد فيهما نحو رمحين لانخفاضهما عن أرض القناة الأصلية.
آثار الجلوم الصغرى
جامع أبي يحيى الكواكبي ، يظهر أنه جامع قديم وأنه اشتهر باسمه الحالي نسبة إلى (محمد بن إبراهيم بن يحيى الكواكبي) لأنه وسعه وأقام فيه أذكاره فلما مات دفن فيه وبنى عليه (سيباي بن عبد الله الجركسي) قبة من ماله. وهو جامع فسيح له قبلية متوسط تقام فيه الصلوات والجمعة وله منارة فوق بابه وفي غربيه قبة أبي يحيى المذكور مكتوب في الجدار الكائن فوق رأس الضريح :
وليس عجيبا أن تيسّر أمرنا |
|
بحضرة هذا القطب حاوي المناقب |
وليّ تولاه الإله بلطفه |
|
ووليّ فأولاه صنوف المواهب |
وما مات حتى صار قطبا مقرّبا |
|
ونال من الغفران أعلى المراتب |
هدينا إلى هذا المقام بطيبه |
|
كما يهتدي الحادي بنور الكواكب |
وفي صحن المسجد في جهته الغربية عدة قبور لبني الكواكبي وفي شرقيه حوض يجري
__________________
(١) باعات مفردها باع وهي وحدة قياس طولي ، وهي عربية مأخوذة عن الفارسية وهي قدر مد اليدين ، وحبال الجب (البئر) في حلب تباع بالباعات.