ولأن المباهلة هي ذات جهتين : الدعاء ، واستدعاء اللعن على الكاذب ، فلا بد ـ إذا ـ ان يكون الأبناء والنساء والأنفس المدعوون فيها من أعزهم وألصقهم بالداعين وأقربهم الى الله استجابة للدعاء.
فليس ضم الأبناء والنساء والأنفس إلّا لتأكيد الاستجابة والدلالة على الحق ، ثقة بالحال وتصديقا للمقال واستيفاء على خصومه بصدقه وكذبهم ، حيث يستجره على تعريض أعز أعزته وأفلاذ كبده.
لقد خص هنا الأبناء والنساء بالدعوة لذلك المسرح الخطير لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلب ولربما فداهم الرجل نفسه وكل نفيسه.
لذلك كانوا في الحرب يسوقون مع أنفسهم الظعاين لتمنعهم من الهرب ويسمّون الذادة عنها حماة الحقائق.
ثم خص أحص خواصه المعبر عنه هنا ب «أنفسنا» رمزا الى انه لنفسه المقدسة كأنه هو ، ففديته مع نفسه في هذه المعركة الصاخبة تضحية لنفسه مرتين ، كما أن فدية النساء والأبناء تمثل فدية اخرى ثالثة.
فآية المباهلة هي من ابرز الآيات الدالات على موقف الامام علي (عليه السلام) المنقطع النظير مع البشير النذير ، أن لو كان للرسول (صلى الله
__________________
ـ البيان ٢ : ٥٥ والشيخ عبيد الله الأمر تسري في أرجح المطالب ٣٧ والسيد أحمد بن سودة الإدريسي في رفع اللبس والشبهات ٤٠ وخواجه خواند مير في علم الكتاب.
أقول : ذلك وإلى مئات من الرواة والمصنفين والمفسرين (راجع ملحقات أحقاق الحق للمرجع الديني السيد شهاب الدين المرعشي النجفي ج ٣ ص ٤٦ ـ ٧٦ وج ٩ ص ٧١ ـ ٩١ ، تجد في خمسين صفحة من هذه الموسوعة بحرا ملتطما من الأحاديث حول آية المباهلة التي ذكرت عليا (ع) نفس الرسول (ص).