بطبيعة الحال ـ من رجال الدين ، والعلماء العملاء لتشويه سمعة الدين.
فآفة رجال الدين وعاهتهم على الدين والدينين حين يفسدون هي ان يصبحوا أداة لتشوية الدين باسم الدين ، ليّا بالكتاب ضدّه وبألسنة ضدها.
هؤلاء الذين يحترفون الدين فيهرفون فيما يحرّفون ضد الدين تلبية لأهوائهم وأهواء آخرين ممن يستفيدون من أموالهم ومالهم من رغبات وشهوات ، فيحملون نصوصا من الكتاب ويلهثون بها وراء تلك الأهواء الجهنمية ، ليّا لأعناق هذه النصوص لتوافق أهوائهم السائدة المايدة ، فإنهم ـ لكي تتحقق أهوائهم من وراء الكتاب ـ يبذلون جهودا لاهثة باحثة عن كل تمحّل وكل تصيّد لأدنى ملابسة لفظية أماهيه ، ليلبسوها من أهوائهم ما يبغون.
والله يحذر المسلمين من هذا المزلق الوبيء الذي انتهى بانتزاع أمانة القيادة الروحية من بين إسرائيل.
ولقد نرى ليّا وبيئا في الآيات الانجيلية المؤولة الى ثالوثهم وان المسيح ابن الله ، وهم فاضحون فيما يفتعلون (١).
__________________
(١) يصرح الإنجيل في ثمانين موضعا أن المسيح (ع) عبد الله ورسوله كما يقول : إن الحياة الأبدية معرفة الله بالوحدانية وأن المسيح رسوله (يوحنا ١٧ : ٣) و «أول الأحكام أن نعرف أن إلهنا واحد» (مرقس ١٢ : ٢٩) وهو يتحاشي عن أن يخاطب بالرب كما يندد ببطرس لما قال له : حاشاك يا رب ، فالتفت إليه وقال اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله ولكن بما للناس (متى ١٦ : ٢٢ ـ ٢٣) ويعتبر أيضا من يظنه إلها أو ابنه من المجانين : «.. فلما عرفوه أخذوا يصرخون : مرحبا بك يا إلهنا وأخذوا يسجدون له كما يسجدون لله فتنفس الصعداء وقال : انصرفوا عني أيها المجانين لأني أخشى أن تفتح الأرض فاها وتبتلعني وإياكم لكلامكم الممقوت ، لذلك ارتاع الشعب وطفقوا يبكون» (برنابا ٩٢ : ١٩ ـ ٢٠).
وحقا انه لا يوجد في الأناجيل ما يدل صراحا على النبوة والألوهية والثالوث المسيحية اللهم إلّا اختلاقات ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين.