دون الله فبأحرى من دونه من سائر الخلق ، ثم الآية التالية لها تنفي بوجه عام الألوهية عما سوى الله.
وهنا (أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ ... ثُمَّ يَقُولَ) دون «ان آتاه الله ثم قال» مما يؤكد الاستحالة في بعديها ، ان ليس الله يبعث من يتخلف هكذا عن رسالة ، (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) (٦٩ : ٤٥) وليست تتبدل الرسالة الى المرسل نفسه.
و «الكتاب» هنا هو كتاب الوحي «والحكم» هو الحكم الرسالي بالكتاب ، فقد أوتي المرسل إليهم الكتاب ولم يؤتوا الحكم الرسالي بالكتاب ، ومن ثم «النبوة» هي الرفعة بين المرسلين بالكتاب ، فهي المرحلة القمة الرسالية مهما كانت درجات.
ولقد بلغت دركة الدعاية الثالوثية لحد يستجوب الله فيها المسيح (عليه السلام) البريء فيجيب : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ... ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ.) (٥ : ١١٧) و (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً ...) (٤ : ١٧٢).
ان المعرفة البسيطة بالله تمنع العارف عن دعوى الألوهية ، فضلا عمن يؤتى الكتاب والحكمة والنبوة ، فإنها تحكّم عرى العبودية ، إذ ليست واردة إلا مورد العبودية القمة.
(ما كانَ ... ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ) (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ) : منتسبين الى الرب بمعرفة غالية وعبودية عالية كما نحن المرسلين ، نحن ب (الْكِتابَ وَالْحُكْمَ