(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ) (٩٨).
استفهام إنكاري بتعريض عريض أن كيف يكفر الكتابي بآيات الله وهو عشيرها لكونه من اهل الكتاب ، وذلك النكران هو أضل سبيلا لهم أولاء الأنكاد وللذين آمنوا ببساطة ولمّا يقع إيمانهم موقعه الصامد ، حاسبين أن لو كان القرآن ورسوله حقا من الله لآمن به أهل الكتاب قبلنا ، إلّا من هداه الله ونجاه بما جاهد في سبيل الله وكرّس حياته لله ف (الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (٤٧ : ١٧).
(لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) رسالية ورسولية ، النازلة بعد ما أنزل إليكم من كتاب (وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ) في كفركم وبمختلف أساليب التضليل ، لا تخفى عليه منكم خافية ، وقد كانوا يظنون ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملون (أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ. أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) (٢ : ٧٦).
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٩٩).
ليس فحسب أنكم (تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) في أنفسكم ، بل و (تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ) صدا بكفركم ، وآخر بإيمانكم ثم كفركم : (آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وثالث بدعاياتكم الباطلة الخواء ، عائشين ثالوث الصد عن سبيل الله من آمن ، حال أنكم (تَبْغُونَها عِوَجاً) تطلّبا للسبيل العوجاء (وَأَنْتُمْ شُهَداءُ) سبيل الله لمكان الكتاب ، و «شهداء» الحق بما شهد لكم الكتاب ورسول الكتاب ، «وأنتم» يجب عليكم ان تكونوا «شهداء» الحق لمن لم يشهده (وَأَنْتُمْ شُهَداءُ) على ماذا