الأرض ...» (١) و «المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله» (٢).
فمثلث الاعتصام بالله ينجي اهل الله عن ثالوث الصد عن سبيل الله (فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ. وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٢٢ : ٥٤) (.... فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٢ : ٢١٣).
وهنا (تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ) مما يثبت ان الكتاب والسنة يكفيان في التدليل على الحق المطلق في أجواء التضليلات فضلا عما سواها ، فما دام الرسول فينا فهو الذي يهدينا الى ما خفي عنا من دلالات الكتاب وتأويلاته وإذا ارتحل عنا فسنته الثابتة المعروفة بموافقة الكتاب هي الحجة بعد الكتاب ، ثم لا حجة بعدهما لأي سلب او إيجاب ، في أي قليل او جليل.
ولأن العترة الطاهرة المعصومة هم حملة السنة الصالحة نسمع الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول فيما تواتر عنه : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي» فمهما صدقنا ما يروى عنه : «وسنتي» بدلا عن عترتي ما كنا نصدق حاملا للسنة إلا الأمناء المعصومين وهم عترته.
ف «سنتي» لأنها سنتي ، ثم «عترتي» لأنهم المأمونون على سنتي ، كما
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢٧٦ عن اصول الكافي بسند متصل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ...
(٢) المصدر عن معاني الأخبار باسناده الى حسين الأشقر قال قلت لهاشم بن الحكم ما معنى قولكم ان الامام لا يكون الا معصوما؟ فقال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال : ...