تأويله كله ، فضلا عمن دونهم!.
٦ وكيف تكون المحكمات ام الكتاب دون أمهات الكتاب؟.
حيث الأم هنا هي الأصل الذي يرجع إليه ويعتمد عليه في حاجيات الطفولة ، فالمتشابهات بحاجة إليها في تبيين معضلاتها وازاحة التشابهات عنها وليست كل واحدة من المحكمات بانفرادها أمّا لكل المتشابهات ، بل هي بأجمعها أمّ لها بأجمعها ، جمعا أمام جمع ، فهي ـ إذا ـ أم واحدة للمتشابهات مهما كانت كلّ من المحكمات امّا لما تناسبها من متشابهات تقدح بها فيظهر مكنونها وتستثير دفينها ، كما وهي ام لمحكمات من اضرابها حيث الكتاب تعمه كلّه ما يحتاج المستفسر في تبيانه الى بيان يفسر.
وهكذا تكون الفاتحة ام الكتاب ككل ، لأنها إجمالة بجملتها عن تفصيل الكتاب ، مهما كانت كل من سبعها المثاني امّا لفصيل من التفصيل.
كما وان (ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) دون آيتين ، لأن آية كلّ لزام آية الأخرى خارقة في الولادة ، فابن مريم آية ولادة عنها دون والد ، ومريم آية توليدا له دون والد ، فهما ـ إذا ـ آية واحدة وهكذا : (جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ..) تتلاقى منهما في فاقد الصلب المتعود في الولادة ، وهما فيه مشتركان.
٧ إتباع المتشابه ـ المذموم الضائق ـ هو اتباعه على تشابهه دون إرجاع صالح إلى محكمة تحميلا ، وانما لمتهوسات الآراء على المتشابه دون رجوع إلى ركن وثيق ، ولا لجوء إلى برهان رفيق دقيق ، فان اتباعه على تشابه دون تفسير صالح ولا طالح غير ممكن ، وانما يتبع المعنى الثابت صالحا وغير صالح ، وهذا هو الذي يثير الفتنة علميا وعمليا وعقيديا ، واما اتباع المشابه بعد إرجاعه الى محكمه فليس اتباعا للمتشابه حتى يحظر عليه ، ثم وفي اتباع المتشابه هكذا واقع رائغ زائف في بعدين اثنين هما :