وإذا كان الثقل الأصغر هكذا فالأكبر ـ إذا ـ أنبل وأعلى ، والرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو رأس الزاوية في الثقل الأصغر وهم خليفته في تعليم الثقل الأكبر وتطبيقه.
ولأن الاعتصام لا بد وان يكون بمعتصم حاضر على مدار الزمن فهو القرآن أولا وأخيرا وليس الثقل الأصغر له دور إلا دور البيان المعصوم والتطبيق المعصوم ، ولا سبيل للوصول إليهم بعد ما قضوا نحبهم إلا أحاديثهم المروية عنهم ، ولا سبيل للتأكد من صدورها عنهم إلا موافقتها للثقل الأكبر.
ثم الاعتصام ـ وهو طلب العصمة ـ بحبل الله طليق في كافة الحقول الحيوية الايمانية والتقى والإسلامية فردية وجماعية ، فطرية ـ عقلية ـ فكرية ـ ثقافية ـ عقيدية ـ خلقية ـ عملية ـ سياسية ـ حربية واقتصادية.
فلا تكفي العقلية الانسانية ان تعصم الإنسان حتى في نفسها فضلا عن سائر الحقول العشرة العشيرة للإنسان في حياته الفردية والجماعية.
والعصمة الطليقة لا تحصل إلا بعصمة المعصوم بالحبل المعصوم ، ثم دونها بعصمة معصومة بالشورى مع تفكير صالح وتطبيق صالح لمرادات الله تعالى.
فلا عصمة في مثلث الايمان التقوى الإسلام إلّا بالاعتصام بحبل الله ، وليس فحسب اعتصاما شخصيا ، ان يتقبّع كلّ في زاويته الخاصة في اعتصامه
__________________
ـ «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ...» فالمستمسك بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) المستمسك بالبر فمن تمسك به كان مؤمنا ومن تركه كان خارجا عن الايمان.
وروى عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لي جبرئيل : قال الله تعالى : ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.