ومن حديث امير المؤمنين علي (عليه السلام) قال : لما ثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه والبيت غاص بمن فيه قال : ادعو لي الحسن والحسين فجاؤا فجعل يلثمهما حتى أغمي عليه فجعل علي (عليه السلام) يرفعهما عن وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ففتح عينيه وقال : دعهما يتمتعا مني وأتمتع منهما فستصيبهما بعدي أثرة ثم قال : ايها الناس قد خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي اهل بيتي فالمضيع لكتاب الله تعالى كالمضيع لسنتي والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي أما إن ذلك لن يفترق حتى اللقاء على الحوض (١).
ومن حديث فاطمة الزهراء (عليها السلام) قالت سمعت أبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه يقول : ـ وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ـ أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألكم ما تخلفوني فيهما» (٢).
__________________
ـ كتاب الجهاد والسير من صحيحه (٢ : ٧) قال حدثنا قبيضة ابن عيينة عن سلمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال : «يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمه الخصباء فقال : اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه يوم الخميس فقال : ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دعوني فالذي انا فيه خير مما تدعوني اليه.
(١) المصدر ٣٥٢.
(٢) المصدر ٣٥٤.