التي تربط القلب بالله في الإنتصار والانهزام.
ذلك ـ وبأحرى ان تتعلق «إذ» بمحذوف معروف هو «اذكر» فقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إذا ـ كان يوم أحد تنديدا بالمتخلفين من جيشه عن اصل الحرب او عن مقاعدهم (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ) الآن كما كان يوم بدر «أن يمدكم ربكم ... بلى يكفيكم» ان كنتم مؤمنين الآن كما كنتم يوم بدر ، بلى و (إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا) كما صبرتم واتقيتم يوم بدر (وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) زيادة على بدر لاستمرارية الصبر والتقى و (أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) (١).
وترى كيف (بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) يوم بدر ، والكفار كانوا يرونهم مثليهم رأى العين : (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ) (٣ : ١٣) وهو ألفان ، بل والف كما (فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (٨ : ٩) ، فأين ثلاثة آلاف من ألفين ، ثم اين هم من ألف؟.
ان الالف المردفين هم اردفوا ألفين آخرين ، مما يوضح ان ثلاثة آلاف لم ينزلوا دفعة واحدة ، فانما «جاءت الزيادة من الله ..» (٢).
واما (مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) فهو موقف آخر من بدر كنصرة ثانية ، فواقع
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٦٩ ـ اخرج ابن جرير عن زيد قال قالوا الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم ينتظرون المشركين يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أليس يمدّنا الله كما أمدنا يوم بدر فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ألن يكفيكم .. منزلين ـ فانما أمدكم يوم بدر بألف قال فجاءت الزيادة من الله على ان يصبروا ويتقوا.
(٢) مضت هذه الجملة عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الهامش السالف فلا نعيد.