قلوبكم به ، لا لأن النصر مربوط النياط ـ ككل ـ بأمثال هذه الإمدادت ، وإنما هي موجبات ظاهرة تلتقي مع ظواهر النظرات (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) سواء أكان بأسباب ظاهرة كهكذا إمداد ام غير ظاهرة كسائر النصر.
هنا القرآن ـ كأضرابه فيه ـ يحرص على تقرير هذه القاعدة الرصينة المتينة في التصور الإسلامي ، ان مرد الأمور كلها إلى الله وليس نزول الملائكة إلا بشرى لهم واطمئنانا لقلوبهم أنسا بالمألوف.
(لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) (١٢٧).
ولماذا (نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ ... وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ)؟ (لِيَقْطَعَ طَرَفاً ... أَوْ يَكْبِتَهُمْ).
فهناك غاية محدودة لنصر الله هي أن يقطع طرفا من الذين كفروا ، نفسا او نفيسا ، وأرضا أو سلطة أو أية فاعلية ، وهذه حاصلة منذ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وحاضري الائمة وزمن الغيبة الكبرى ، ولأن الطرف من الهيكل عضو له أيا كان ، فقد تصور الذين كفروا هيكلا واحدا له أطراف ، وقد يعني هنا لينقص عددا من أعدادهم او عددا من إعدادهم فيوهن عضدا من أعضادهم ، كواجب نضالي على الذين آمنوا ، مستمر على طول الخط حتى يصل إلى «او يكبتهم» :
فهنا غاية غير محدودة لذلك النصر هو «أو يكبتهم» : يصرعهم ـ ككل ـ لمكان ضمير الجمع دون تبعيض كان في ليقطع ، يصرعهم على وجوهم ، ويهلكهم ويلعنهم ويهزمهم ويذلهم ويغيظهم ـ والكل معان للكبت ـ (فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) آيسين لا أمل لهم في رجوع إلى كيان أيا كان ، وهذا في الدولة الاسلامية الأخيرة العالمية حيث لا يبقى للكفر رطب ولا يابس ، اللهم إلّا