تفسير اتباعا له ، ولا اتباع ما تشابه بعد تفسيره الصحيح اتباعا محظورا ، وانما المحظور هو اتباعه بتفسير وتأويل عليل دخيل.
٥ لا يعني التأويل تفسير النص او الظاهر الى خلافه رغم اشتهاره فانه تأويل عليل للتأويل ، انما هو الإرجاع ، تأويلا للمتشابه الى المحكم ليزول التشابه ، ثم تأويلا للمحكم الى مبدءه ونتيجته هنا أم بعد الموت ، ومن التأويل ما يختص بالله ككل غيب مختص به ، ومنه ما يختص بالمعصومين كتأويل الأحكام فإنهم يعرفون مناطات الأحكام بما علمهم الله بالرسول: (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) فهو (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحكم بين الناس في كافة الحقول بما أراه الله ، اراءة خاصة له بعد عامة القرآن ، ومنها اراءة تأويلات الأحكام حتى يأهل للافتاء في كل صغيرة وكبيرة بتلك الإراء.
ومن التأويل ما يعم اهل القرآن على درجاتهم ، تأويلا للمتشابه بنفسه ام بالرجوع الى محكمه ، ام تأويلا لبعض الأحكام الى مآخذها المنصوصة بالخصوص كتابا او سنة ، ام متلقاة منهما بصورة قاطعة ، كمأخذ الإسكار للخمر حيث يعم التحريم الى كل مسكر وان لم يكن خمرا بالفعل ، كمن يشرب العصير الكثير ثم ينام وجاه الشمس ثم يسكر.
٦ الراسخون في العلم يعم كافة المؤمنين غير الزائغة قلوبهم مهما كانوا جهالا لا يعلمون من القرآن حرفا ، مهما كان أفضل الراسخين في العلم هم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والائمة المعصومون من عترته (عليهم السّلام) ، وبينهما متوسطون.
والواو في (وَالرَّاسِخُونَ) في العلم تعني كلا العطف والاستئناف ، عطفا للتدليل على ان منهم من يعلم جانبا من التأويل ، واستئنافا للتدليل على