الْمُصَيْطِرُونَ) (٥٢ : ٣٧) ـ : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) (١٧ : ١٠٠).
فخزائن الله ألوهية وربوبية ورحمة غير متناهية ليست هي إلّا عند الله ، لا يوكّل فيها أحدا ولا يخوّل ، فإن «عندي» تعم العندية الذاتية والتخويلية أماهيه مما تصدق عليه «عندي» وإن بعضا أو مثقال ذرة كأن يحصل سؤله من خزائنه بسؤاله دون رد ، حيث المستجاب دعاءه بإذن ودون إذن يصح قوله : (عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) والمرسلون ومن يحذو محذاهم (ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) (١٠ : ٣) وهذه الشفاعة ليست مشمولة ل «عندي» الخاصة بساحة الربوبية ، وهذه السلبية الطليقة للرسل أمام الله هي قضية الرسالة وحرمة الربوبية ، فكلّ أمر منهم باذنه تعالى حتى دعاءهم فضلا عن الشفاعة وأضرابها.
فليس الرسول (ص) قاعدا على خزائن الله ـ ولا واحدة منها ، فإنّ حكمها حكم الكلّ ـ قاعدا أي قعود ما يصدق عليه «عندي» ليغدق منها على من يشاء ، ولا يملك مفاتيح الغيب ولا هو ملك كما يتطلبون ، فلا هو إله عنده خزائن الألوهية أو يعلم الغيب ، ولا هو مخول موكّل ، بل ولا هو ملك مهما كان هو فوق كلّ ملك!.
٢ ـ (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) كضابطة رسولية أو رسالية مهما علّم غيبا كالوحي وما أشبه ، فلا أقول اني اعلم الغيب ، وقل (لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) فلو كان يعلم الغيب لكان المفروض عليه في موقف تثبيت رسالته ان يقوله! : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٧ : ١٨٨).
و«الغيب» المسلوب عنه (ص) هو الغيب الطليق ، الخاص بساحة