دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) إسلام للوجه بكلّ الوجوه : الظاهرة والباطنة (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
ذلك ، وكما أمرنا ـ كأبرز مصاديق الإسلام جانحة وجارحة ـ :
(وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)(٧٢) :
فإقام الصلاة إقام لكلّ الصلات بالله ، زلفى إليه بالصلاة التي هي أقرب الصلات.
ويا للصلاة من وسط بارع بين «لنسلم» و«واتقوه» فالصلاة تضمّ في جنابتها إسلاما لله وتقوى الله ، فهي خير موضوع حين تقام بكلّ قواماتها في صورتها وسيرتها.
ثم (وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) دون من سواه وإن كان رسول الله (ص) فإنه أيضا من المحشرين إلى الله.
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)(٧٣) :
فلأنه (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) ف (هُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) فلو لا الحشر إلى الله لكان خلق السماوات والأرض باطلا : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (٣٨ : ٢٧) ـ (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (٤٤ : ٣٨).
فذلك الخلق الشاسع الواسع ، بذلك النظام البارع ، وتلكم المظلمات الواقعة غير المنجبرة من أحسن المخلوقين ، إنه ـ لو لا الحشر إلى ربهم ـ لعاطل باطل ، ولعب لاغ بالخلق ما حل!.