وهذه المعية الربانية تعم المرسلين كافة والذين معهم على درجاتهم : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) ولا تعني النصرة الضمان على حياة الرسول والمؤمنين ، وعدم أذاهم ، وانما هي الضامنة لحياة الرسالة والايمان وتقدمهما وثباتهما مهما صعبت الظروف والتوت.
فلا تعني (إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) عدم مسهما بأي أذى وقدمتّهما أذى كثيرة ، حتى ولا عدم قتلهما مهما لم يقتلا ، وهذه هي سنة الربوبية في الرسالات كلها (إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى).
وترى كيف خافا على اي امر كان وهما رسولان و (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ. إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢٧ : ١١)؟
المهم هنا موقف «لدي» وقد حصلت لهما لما طمأنهما ربهما (إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) فزال عنهما كافة المخاوف في سبيل الدعوة الى فرعون الطاغية ومن معه!.
ومن (قَوْلاً لَيِّناً) هنا بعد ما في النازعات (هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى. وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى) (١٩) : بصيغة اخرى تفصيلا للأخرى :
(فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى ٤٧ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) ٤٨.
وترا هما كيف أتياه ومن عادة الطغاة عدم السماح لمن يستأذن منهم ، إلّا إذا كان لصالحهم وهم يعرفون بصدق لهم وإخلاص؟.
يروى انه «أتى بابه فاستأذن عليه ولم يؤذن له فضرب بعصاه الباب